بازگشت

اشارة


يُلاحظ المتأمّل في خُطَب كلّ من الامام السجّاد، والعقيله زينب، وأمّ كلثوم، وفاطمه الصغري (ع) أنّ الخطَّ المشترك الرئيس في كلّ هذه الخطب هو أنهم صلوات اللّه عليهم أ لقوا باللائمه علي أهـل الكـوفـه، وخـاطـبـوهـم بـصـفـتـهـم الجـنـاة الذيـن ارتـكـبـوا جـريـمـه قـتـل سـيـد الشـهـداء (ع) وأنـصـاره رضـوان اللّه تـعـالي عـليـهـم أجـمـعـيـن، بـما ظهر منهم من خـتـل وغدر ونقضٍ للبيعه، وبما كان منهم من انقياد تام لاوامر يزيد وعبيداللّه بن زياد وعمر بن سعد وشمر وبقيّه طغاتهم!

فـالامـّه هـنـا هـي وقـود النـار التـي اقـتـدح شـرارتـهـا الجـبـابـرة الظـالمـون، وهـي أداة القـتـل، بل هي التي باشرت ارتكاب الجريمه العظمي بيدها! فهي التي تستحقّ اللعن الدائم إلي قـيـام السـاعـه وفـي هـذا وردت نـصـوص كـثـيـرة عـن أهل بيت


العصمه (ع) منها هذه الفقرة من زيارة عاشوراء:

((.. فلعن اللّه امّه أسست أساس الظلم والجور عليكم أهلَ البيت، ولعن اللّه أمّه دفعتكم عن مقامكم وأ زالتكم عن مراتبكم التي رتّبكم اللّه فيها، ولعن اللّه أ مّه قتلتكم..)). [1] .

إنّ دور الامـّه ـ فـي مـجـمـوعـه العـلل والاسـبـاب الاجـتـمـاعـيـه ـ هـو الدور الفـاعل الرئيس، فبالامّه يستطيع قادة الخير أن يحققوا كلّ مشاريع الخير والصلاح، وبدونها يـعـجـز هـؤلاء القـادة عـن تـحـقـيـق أيّ هـدف مـن أهـداف الاصـلاح والخـيـر، وكـذلك فإنّ أئمّه الضـلال إنـّمـا يـسـتطيعون بلوغ أهدافهم الشرّيرة المشؤومه ما أ طاعتهم الامّه فيما يريدون، ويـعـجـزون عـن تـحـقـيـق أي مـطـمـع مـن مـطـامـعـهـم إذا خـالفـتـهـم الامـه فـي الرأي والعمل.

نعم، في البدء يكون سامريُّ وعجل! لكنهما لاأثر لهما مالم تطعهما الامّه وتقتف أثرهما!

فالامّه وإن كانت تابعه لكنها ذات الدور الفاعل الاساس!

مـن هـنـا صـبّ خـطـبـاء بـقـيـّه الركـب الحـسـيـنـيّ جـام غـضـبـهـم عـلي أهـل الكـوفـه وحـمـّلوهـم أوزار جـريـمـه فـاجـعـه عـاشـوراء.. إذ لولاأمـّه ((أهل الكوفه)) لكان ابن زياد وجلاوزته أعجز من أنْ يقوموا بما قاموا به!


پاورقي

[1] راجع: نصّ زيارة عاشوراء.