بازگشت

خطبة الامام السجاد


((ثـمَّ إنّ زيـن العـابـديـن (ع) أوماء إلي الناس أن اسكتوا، فسكتوا، فقام قائماً، فحمد اللّه وأثـنـي عـليـه، وذكـر النـبـيّ (ص) ثـمّ صـلّي عـليـه، ثـم قال:

أيـّهـا النـاس! مـن عـرفـني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طـالب (ع)، أنـا ابـن مـن انـتـهـكـت حـرمته، وسُلبت نعمته، وانتهب ماله، وسُبي عياله! أنا ابن المـذبـوح بـشـطّ الفـرات مـن غـيـر ذُحـلٍ ولاتـرات! أنـا ابـن مـن قُتل صبراً، فكفي بذلك فخراً!

أيـهـا النـاس! فـأنـشـدكم اللّه، هل تعلمون أنّكم كتبتم إلي أبي وخدعتموه!؟ وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعه وقاتلتموه!؟

فـتـبـّاً لمـا قـدّمـتـم لانـفـسـكـم! وسـواءة لرأيـكـم! بـأيـّه عـيـن تـنـظـرون إلي رسول اللّه (ص) إذ يقول لكم: قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمّتي!؟

قـال الراوي: فـأرتـفـعـت الاصـوات مـن كـلّ نـاحـيـه، ويقول بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون!!

فـقـال (ع): رحـم اللّه امـرءً قـبـل نـصـيـحـتـي وحـفـظ وصـيـّتـي فـي اللّه وفـي رسـوله وأهل بيته، فإنّ لنا في رسول اللّه (ص) أُسوة حسنه.

فـقـالوا بأجمعهم: نحن كلّنا يا ابن رسول اللّه سامعون مطيعون، حافظون لذمامك، غير زاهدين فـيك ولاراغبين عنك! فمرنا بأمرك يرحمك اللّه! فإنّا حربُلحربك! وسلم لسلمك! لنأخذنّ يزيد لعنه اللّه ونبراء ممّن ظلمك!

فـقـال (ع):هـيـهات هيهات أيها الغدرة المكرة! حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم! أتريدون أن تأتوا إليَّ كما أتيتم إلي آبائي من قبل!؟


كـلاّ وربِّ الراقـصـات! فـإنّ الجـرح لمـّا يـنـدمـل، قـُتـل أبـي صـلوات اللّه عـليـه بـالامـس وأهل بيته معه، ولم ينسني ثكل رسول اللّه وثكل أبي وبني أبي، ووجده بين لهاتي، ومرارته بين حناجري وحلقي، وغصصه يجري في فراش صدري، ومسألتي أن لاتكونوا لنا ولاعلينا!

ثمّ قال:



لاغروَ انْ قُتل الحسين فشيخه

قد كان خيراً من حسين وأكرما



فلاتفرحوا يا أهل كوفان بالذي

أصيب حسين كان ذلك أعظما



قتيل بشطّ النهر روحي فداؤه

جزاء الذي أرداه نار جنهما



ثم قال: رضينا منكم رأساً برأس! فلايوم لنا ولايوم علينا!)). [1] .


پاورقي

[1] اللهـوف:199 وانـظـر: الاحـتـجـاج: 2:117 بـتفاوت يسير، ومثير الاحزان: 89 ـ 90 والبحار: 45 :112 ـ 113.