بازگشت

اشارة


لاشـكَّ بـأنّ الصـدقـه الواجـبـه حـرام عـلي أهـل البـيـت (ع) وعلي ذراريهم، وهي كما ورد في الاثـر [1] أوسـاخ النـاس ‍ وأنـّهـا لاتـحـلّ عـلي مـحـمـّد ولاآل محمّد (ص)، ثمّ إنّه لاخلاف في عدم تحريم الصدقه المندوبه، فلماذا منعت السيّدة أمُّ كلثوم أو زينب (س) الاطفال من أخذ ما كان يقدّمه لهم أهل الكوفه من تمر وخبز وجوز؟ ألانّ ذلك كان صدقه واجبه وهي محرّمه عليهم، أم كان ذلك احتياطاً فلربّما كان بعض ذلك من الصدقه الواجبه؟ أم كان ذلك محمولاً علي الكراهه أو الحرمه بتعليل خاص؟

يـقـول الشـيخ الانصاري (ره) في كتاب الزكاة [2] مانصّه: ((ثمّ إنّه لاخلاف في عدم تحريم الصدقه المندوبه، وبه وردت أخبار كثيرة، إلاّ أنّ في بعض الاخبار ما يدلّ


علي نهي الامام (ع) عن ماء المسجد معلّلاً بأنّها صدقه، وقد اشتهر حكايه منع سيدتنا زينب أو أمّ كلثوم (ع) للسـبـايـا عـن أخـذ صـدقـات أهـل الكـوفـه، مـعللّتين بكونها صدقه، ويمكن حملها علي الكراهه أو الحرمه إذا كان الدفع علي وجه المهانه كما احتمله في شرح المفاتيح.)).

وفـي طـول ذلك يمكن أن نقول بأنّ من المحتمل أيضاً أنّ سيدتنا (س) أرادت من وراء ردّ عطايا أهـل الكـوفه ومنع السبايا منها ـ مع فرض الكراهه ـ أن تعرّف النّاس بأن سبايا هذا الركب ليـسـوا مـن أيّ النـاس، بل هم آل رسول اللّه (ص) الذين فرض اللّه مودّتهم واتباعهم، وأنّ يـزيـد بـن مـعـاويـه وعـامـله ابـن زيـاد قـد عـصـيـا اللّه ورسـوله (ص) بـارتـكـاب مـا ارتكبا من آل الرسـول (ص)، حـتـّي يـنـكـشـف للنـّاس مـن أهل الكوفه عظم الجريمه والرزيّه، وفظاعه ما اجترحوه من ذنب الانقياد ليزيد وابن زياد وأتباعهما.


پاورقي

[1] قـال ابـن عـبـّاس: ((وکـان صـلّي اللّه عـليـه وآله وسـلّم کـثـيـراً مـا يـقـول عـن الصـدقـه هـي أوسـاخ النـّاس وأنـهـا لاتـحـلّ لمـحـمـّد ولاآل مـحـمـّد. (کـشـف الغـمـّه عـن هـذه الامـّه للشـعـرانـي: 154). وانـظـر: وسائل الشيعه: 6: 185 باب 29 من أبواب المستحقّين للزکاة.

[2] کتاب الزکاة: 352.