بازگشت

منازل الطريق من كربلاء إلي الكوفه


(قـال البـراقـي: كـانـت الكـوفـه واسـعـه كـبـيـرة تـتـصـل قراها وجباباتها إلي الفرات الاصلي وقري العذار، فهي تبلغ سته عشر ميلاً وثلثي ميل.

وقـال البراقي أيضاً: أحد حدودها خندق الكوفه المعروف (بكري سعد)، والحدّ الاخر القاضي الذي هو بقرب القائم إلي أن يصل قريباً من القريه المعروفه اليوم ب‍ (الشنافيّه)، والحدّ الاخـر الفـرات الذي هـو مـمـتـدّ مـن الديـوانـيـه إلي الحـسكه إلي القريه المعروفه اليوم ب‍ (أبـوقـواريـر) وهي منزل الرماحيّه، والحدّ الرابع قري العذار التي هي من نواحي الحلّه السيفيّه. (راجع: تاريخ الكوفه: 134).

وقـال يـاقـوت الحـمـوي: ذُكـر أنّ فـيـهـا مـن الدور خـمـسـيـن ألف دار للعرب من ربيعه ومضر، وأربعه وعشرين ألف دار لسائر العرب، وسته آلاف دار لليمن. (معجم البلدان: 4:492)) لم نـجـد فـي المـصـادر التـأريـخـيـّه ـ فـي ضـوء مـتابعتنا ـ ذكراً وتفصيلاً لما جري علي الركب الحـسـيـنـي فـي الطريق بين كربلاء والكوفه، غير أنّ هناك خبراً كاشفاً عن أنّ (الحنّانه) كانت أحد هذه المنازل، يقول الشهيد الاوّل (ره): ((فإذا نزلت الثويّه، وهي الان تلُّ بقرب الحنّانه عـن يـسـار الطريق لمن يقصد من الكوفه إلي المشهد، فصلّ عندها ركعتين، كما روي أنّ جماعه من خـواصّ أمـيـرالمـؤمـنـيـن (ع) دُفنوا هناك، وقل ما تقوله عند رؤيه القبّه الشريفه، فإذا بلغتَ العـَلَمَ وهـي الحـنـّانـه فـصـلّ ركـعـتـيـن، فـقـد روي مـحـمـّد بـن أبـي عـمـيـر، عـن المـفـضـّل قـال: جـاز الصـادق (ع) بـالقـائم المـائل فـي طـريـق الغـريّ فـصـلّي ركـعـتـيـن، فقيل له: ما هذه الصلاة؟


فقال: هذا موضع رأس جدّي الحسين بن عليّ (ع)، وضعوه هاهنا لمّا توجّهوا من كربلاء، ثمّ حملوه إلي عبيداللّه بن زياد لعنه اللّه عليه...)). [1] .

وقال الشيخ محمّد مهدي الحائري: ((وقال المرحوم وحيد عصره شيخنا النوري نوَّر اللّه مضجعه: إنـّه كـان قـريـبـاً مـن النـجـف الاشـرف مـيـل مـن الجـص والاجـر، ويقال له القائم ويسمّونه بالعَلَم، فلمّا قُبض أميرالمؤمنين (ع) وجاءوا إلي النجف الاشرف، فـلمـّا وصـلوا إلي العـلم والقـائم انحني تعظيماً لامير المؤمنين كالراكع فسمّوه بالحنّانه، وزيـد فـي شـرفـه انـّه لمـّا جـيء بـرأس الحـسـيـن (ع) الي الكـوفـه ووصـل هـنـاك وقـد مـضـي مـن الليـل شـطـره، فـوضـع اللعـيـن الحـامـل الرأس ‍ المـبـارك فـي ذلك المـقـام، وهـذا أوّل مـنزل نزل به رأس الحسين (ع) في طريق الكوفه، بقي غريباً وحيداً في ذلك المقام، ثمّ بنوا مـسـجـداً فـي ذلك المـكـان وسـمـّي بـمـسـجـد الحـنـّانـه، ويـسـتـحـب فـيـه الدعـاء والزيـارة... وقـيـل سـمـّي بـالحـنـانـه لانـه لمـّا وضع رأس الحسين (ع) في ذلك الموضع سُمع من الرأس الشريف حنين وأنين إلي الصباح، واللّه العالم.)). [2] .


پاورقي

[1] المزار: 69 وانظر: جواهر الکلام: 20:93.

[2] معالي السبطين: 2:96.