بازگشت

القبائل تتنافس علي حمل الرؤوس إلي ابن زياد


قـال السـيـّد مـحـمـّد بـن أبـي طـالب: ((روي أنَّ رؤوس أصـحـاب الحـسـيـن (ع) وأهـل بـيـتـه كـانـت ثـمـانـيـه وسـبـعـيـن رأسـاً، واقـتـسـمـتـهـا القبائل ليتقرّبوا بذلك إلي عبيداللّه بن زياد ويزيد)). [1] .

وروي البـلاذري عـن أبـي مـخـنـف أنـه: ((لمـا قـُتـل الحـسـيـن جـيء بـرؤوس مـن قـُتـل مـعـه من أهل بيته وأصحابه إلي ابن زياد، فجاءت كندة بثلاثه عشر رأساً، وصاحبهم قـيـس بـن الاشعث، [2] وجاءت هوازن بعشرين رأساً، وصاحبهم شمر بن ذي


الجوشن، وجـاءت بـنـوتـميم بسبعه عشر رأساً، وجاءت بنوأسد بسته عشر رأساً،


وجاءت مذحج بسبعه أرؤس، وجاء سائر قيس بتسعه أرؤس.)). [3] .

وقـال الديـنـوري: ((وحـُمـلت الرؤوس عـلي أطراف الرماح! وكانت إثنين وسبعين رأساً، جاءت هـوازن مـنـهـا بـإثـنـيـن وعـشـريـن رأسـاً، وجـاءت تـمـيـم بـسـبـعـه عـشـر رأسـاً مع الحصين بن نمير، [4] وجاءت كندة بثلاثه عشر رأساً مع قيس بن


الاشعث، وجاءت بنو أسد بستّه رؤوس مع هلال الاعور، وجاءت الازد بخمسه رؤوس مع عهيمه بن زهير، وجاءت ثقيف بإثني عشر رأساً مع الوليد بن عمرو.)). [5] .

لكـنّ الطـبـري ذكـر قـصـه الرؤوس المـقـدّسـه قـائلاً: ((وقـطف رؤوس الباقين فسرّح بإثنين وسبعين رأساً مع شمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الاشعث، وعمرو بن الحجّاج، وعزرة بن قيس، فأقبلوا حتّي قدموا بها علي عبيداللّه بن زياد)). [6] .


پاورقي

[1] تسليه المجالس: 2:331 وانظر: اللهوف: 190، والبحار: 45:62.

[2] قـيـس بـن الاشـعـث بـن قـيـس الکـنـدي: أحد أفراد عائله معروفه بنفاقها، وبغضها لاهـل البـيـت (ع)، فـهـو ابـن الاشـعـث الذي اشـتـرک فـي مـوامـرة اغتيال أميرالمؤمنين عليّ(ع)، وأخوه محمّد بن الاشعث ذو الدور الکبير الواضح في مقاتله مسلم بن عقيل (ع) في الکوفه!

وذو دور قـياديّ أيضاً ـ حسب بعض الروايات ـ في مواجهه الامام الحسين (ع) في کربلاء! وأخته جعدة زوج الامام الحسن (ع) الذي دسّت إليه السمّ فقتلته! وکان قيس بن الاشعث ممّن کاتب الامام الحسين (ع) وهو في مکّه! وقد احتجّ الامام (ع) عليه وعلي من کـاتـبـه مـن الاخـريـن فـي کـربـلاء! لکـنـهـم أنـکـروا مـاصـدر عـنـهـم عـنـاداً ومـکـابـرة! فـقـد قـال قـيـس مـجـيـبـاً الامـام (ع): ((مـانـدري مـا تـقـول!؟ ولکـن إنـزل عـلي حـکـم بـنـي عـمـّک، فـإنـهـم لن يـروک إلاّ مـا تـحـب! فـقـال له الحـسـيـن (ع): لاواللّه! لاأعـطـيـکـم بـيـدي إعـطـاء الذليل ولاأفرّ فرار العبيد! (راجع: الارشاد: 2:98). وکان قيس من الذين سلبوا الامام الحسين (ع) بعد قتله، إذ أخذ قطيفته التي کان يجلس عليها. وکـان قـيـس قـد هـرب مـن المـخـتـار طـول سـلطـانـه (راجـع: الاخـبـار الطـوال: 300) وقـد أنـف أن يـأتـي البـصـرة فـيشمت به أهلها، فـانـصـرف إلي الکـوفـه مـسـتـجـيـراً بـعـبـد اللّه بن کامل ـ وکان من أخصّ الناس عند المختار ـ فأقبل عبداللّه إلي المختار فقال: أيها الامير، إنّ قيس بن الاشعث قد استجار بي وأجرته! فـأنـفـذ جـواري إيـّاه. فـسـکـت عـنـه المـخـتـار مـليـّاً، وشـغـله بـالحـديـث، ثـم قـال: أرنـي خاتمک! فناوله إيّاه، فجعله في أصبعه طويلاً، ثمّ دعا أبا عمرة فدفع إليه الخـاتـم وقـال له سـرّاً: إنـطـلق إلي امـرأة عـبـداللّه بـن کـامل فقل لها: هذا خاتم بعلک علامه، لتدخليني إلي قيس ‍ بن الاشعث فإني أ ريد مناظرته في بعض الامور التي فيها خلاصه من المختار!

فـأدخلته إليه، فانتضي سيفه فضرب عنقه، وأخذ رأسه فأتي به المختار، فألقاه بـيـن يـديـه، فـقـال المـخـتـار: هـذا بـقـطـيـفـه الحـسـيـن.. فـاسـتـرجـع عـبـداللّه بـن کامل وقال للمختار: قتلتَ جاري وضيفي وصديقي في الدهر! قـال له المـخـتار: للّه أبوک! أسکت! أتستحلّ أن تجير قتله ابن بنت نبيّک!؟ (راجع: الاخبار الطوال: 302).

[3] أنساب الاشراف: 3: 412، وانظر: المنتظم: 5:341.

[4] تـتـفـاوت المـصـادر التـاريـخـيـه فـي ذکـر إسـم هـذا الرجل فمنها من يذکره بإسم (الحصين بن تميم) التميمي کما في تأريخ الطبري: 3:324، وإبصار العين: 27، وانساب الاشراف: 3:377 وفيه: ((الحصين بن تميم بن أسامه التميمي)) وغير هذه المصادر أيضاً، وتميم کما لايخفي من القبائل العدنانيّه.

لکـنّ جـلّ المـصـادر التـأريـخيه تذکره بإسم ((الحصين بن نمير)) السکوني الکندي، کما في مـخـتـصر تاريخ دمشق: 7: 190، والتبيين في أنساب القرشيين للمقدسي: 293، والنسب لابي عـبـيـدالقـاسـم بـن سـلام: 310، والاصـابـه لابـن حـجـر: 2:22، وتـهـذيـب الکمال: 6:548، والمعارف لابن قتيبه: 239، وکذلک في تاريخ الطبري: 3:303، والارشاد: 2:57، وترجمه الامام الحسين (ع) من القسم غير المطبوع من کتاب الطبقات الکبير لابن سعد: 92، ومصادر أخري غيرها، ولايخفي أنّ کندة من القبائل اليمنيّه.

وکـان مـن السهل الممکن أن يُقال إنّ هذين الاسميّن المختلفين في إسم الاب واللقب هما لرجلين اثـنـيـن، هـذا مـن قـبـيـله عـدنـانـيـه، والاخـر مـن قـبـيـله يـمـيـنـه، لکـنّ الذي يـجـعـل المـحـقـّق في حيرة ـ قبل الوصول الي القطع بحقيقه الامر ـ هو أنّ المصادر التاريخيه تـذکـر لهـمـا نـفـس الوقـائع والاحـداث والادوار، الامـر الذي يـشـيـر إلي أنّ هـذا الحـصـيـن رجل واحد، فمن أين نشاء هذا التفاوت وما هي خطوطه الاولي!؟

کـان هـذا الرجـل (الحـصين بن نمير) بدمشق حين عزم معاويه علي الخروج إلي صفين، وخرج معه، وولي الصـائفـه ليـزيـد بـن مـعـاويه، وکان أميراً علي جند حمص، وکان في الجيش الذي وجّهه يـزيـد إلي أهـل المـديـنه من دمشق لقتال أهل الحرّة، واستخلفه مسلم بن عقبه المعروف بمسرف علي الجيش، وقاتل ابن الزبير، وکان بالجابيه حين عُقدت لمروان بن الحکم الخلافه (راجع: مـخـتـصـر تـاريـخ دمـشـق: 7:190)، وکـان عـلي الشـرطـه فـي أ ربـعـه آلاف فـارس مـن قـبـل عـبـيـداللّه بـن زياد، وأمره أن يقيم بالقادسيّه إلي القطقطانه، فيمنع من أ راد النفوذ من نـاحـيـه الکـوفـه إلي الحـجـاز إلاّ مـن کـان حاجّاً، أو معتمراً، أو من لايُتَّهم بممالاة الحسين (ع) (راجـع: الاخـبـار الطـوال: 243)، وعـدّه ابـن قـتـيـبـه فـي أسـمـاء المـنـافـقـيـن وقـال: ((وحـصين بن نمير وهو الذي أغار علي تمر الصدقه فسرقه... وفي فتنه عبداللّه بن الزبـيـر ولي الجـيـش وحـاصـروا عـبـداللّه، وأُحـرقت الکعبه حتّي انهدم جدارها وسقط منها سقفها (المعارف: 343 و 351).

وکـانـت عـاقـبـه أمـره أنّ إبـراهـيـم بـن الاشـتر أحرقه بالنّار (راجع: مختصر تاريخ دمشق: 7:192).

[5] الاخبار الطوال: 259.

[6] تاريخ الطبري: 3:336.