بازگشت

مرور الركب الحسيني علي مصارع الشهداء


قـال السـيـّد مـحـمـّد بـن أبـي طـالب (ره): ((ثـمّ أذّن ابـن سـعـد بـالرحـيـل إلي الكـوفه، وحمل بنات الحسين وأخواته وعليَّ بن الحسين وذراريهم، فأُخرجوا حافيات حاسرات مسلّبات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلّه!

فقلن: بحقّ اللّه! ما نروح معكم ولو قتلتمونا إلاّ ما مررتم بنا علي مصرع الحسين!


فأمر ابن سعد لعنه اللّه ليمرّوا بهم من المقتل حتّي رأين إخوانهن وأبناءهنّ وودّعنهم.

فـذهـبـوا بـهـنّ إلي المـعـركـه، فـلمـّا نـظـر النـسـوة إلي القـتـلي صـحـن وضـربـن وجـوهـهـن..)). [1] .

وقـال ابـن الاثـيـر: ((... فـاجتازوا بهنّ علي الحسين وأ صحابه صرعي، فصاح النساء ولطمن خدودهنّ وصاحت زينب أخته:

يـا مـحـمـّداه! صـلّي عـليـك مـلائكـه السـمـاء، هـذا الحـسـيـن بـالعـراء! مزّمل بالدماء! مقطّع الاعضاء! وبناتك سبايا! وذريّتك مقتّله تسفي عليها الصبا! فأبكت كلّ عدوّ وصديق.)). [2] .

وقـال الاسـفـرائيني: ((فأمر ابن سعد أن تؤخذ النساء عن جسد الحسين بالرغم عنهن! فحملوا عـلي أقـتـاب الجـمـال بـغـير غطاء ولاوطاء! مكشوفات الوجوه بين الاعداء! وساقوهم كما تُساق سبايا الروم في شرّ المصائب والهموم...)). [3] .

لكـنّ بـعـض المـتـون تـصرّح بأنهم جاءوا بالنساء علي مصارع الشهداء (ع) ومرّوا بهنّ عليهم قسراً وعناداً لابطلب وإصرار منهنّ!

فقد ((روي عن عبداللّه بن إدريس، عن أبيه: أنّهم قد جاءوا بالنساء عناداً وعبروهنّ علي مصارع آل الرسـول (ص)، فلمّا نظرت أُم كلثوم أخاها الحسين تسفي عليه الرياح! وهو مكبوب! وقعت مـن أعـلي البـعـيـر إلي الارض وحـضـنـت أخـاهـا وهـي تقول ببكاء وعويل:


يـا رسـول اللّه! أنـظـر إلي جـسـد ولدك مـلقـي عـلي الارض بـغـيـر دفـن! كـفـنـه الرمـل السـافـي عـليـه! وغـسـله الدّم الجـاري مـن وريـديـه! وهـؤلاء أهل بيته يُساقون أُساري في أ سر الذلّ! ليس لهم من يمانع عنهم! ورؤوس أولاده مع رأسه الشريف [4] علي الرماح كالاقمار!

يا محمّد المصطفي هذه بناتك سبايا وذرّيتك مقتّله!

فـمـا زالت تـقـول هـذا القـول ونـحـو هـذا، فـأبـكـت كـلّ صـديـق وعـدوّ! حـتـّي رأيـنـا دمـوع الخـيـل تـتـقـاطـر عـلي حـوافـرهـا! وسـاروا بـهـا وهـي بـاكـيـه حـزيـنـه لاتـرقـاء لهـا دمـعـه ولاتبطل لها حسرة!)). [5] .


پاورقي

[1] تسليه المجالس وزينه المجالس: 2:332.

[2] الکامل في التاريخ: 3:296.

[3] نور العين في مشهد الحسين: 47.

[4] يُلاحظ أنّ ما في هذه العبارة خلافٌ لما ذکرته مصادر تأريخيه معتبرة من أنّ رأ س الامام (ع) أُرسل من ساعته مع خولّي بن يزيد وحميد بن مسلم إلي إبن زياد.

[5] أسرار الشهادة: 460، وانظر: معالي السبطين: 2:55.