بازگشت

هاتف من الجن ينعي الامام ليلة الحادي عشر


روي الشـيـخ المـفـيـد (ره) فـي أمـاليـه عـن المـحـفـوظ بـن المـنـذر قـال: حـدّثـنـي شـيـخ مـن بـنـي تـمـيـم كـان يـسـكـن الرابـيـه قـال: سـمـعت أبي يقول: ما شعرنا بقتل الحسين (ع) حتّي كان مساء ليله عاشوراء! [1] فـإنـي لجـالسٌ بـالرابـيـه ومـعـي رجـل مـن الحـيّ فـسـمـعـنـا هـاتـفـاً يقول:



واللّهِ ما جئتكم حتّي بصرتُ به

بالطفّ منعفر الخدّينِ منحورا






وحوله فتيةٌ تدمي نحورهمُ

مثل المصابيح يعلون الدُجي نورا



وقد حثثتُ قلوصي كي أصادفهم

من قبل أنْ يُلاقوا الخُرَّدَ الحورا



فعاقني قدرٌ واللّه بالغُهُ

وكان أمراً قضاه اللّه مقدورا



كان الحسين سراجاً يُستضاء به

اللّه يعلمُ أنّي لم أقل زورا



صلّي إلاله علي جسمٍ تضمّنه

قبر الحسين حليف الخير مقبورا



مجاوراً لرسول اللّه في غُرفٍ

وللوصيّ وللطيّار مسرورا



فقلنا له: من أنت يرحمك اللّه؟

قـال: أنـا وأ بـي مـن جـنّ نـصـيـبـيـن، [2] أردنـا مـؤازرة الحـسـيـن ومواساته بأنفسنا فانصرفنا من الحجّ فأصبناه قتيلاً!)). [3] .



پاورقي

[1] لايخفي علي لبيب أنّ المراد بها ليله الحادي عشر لانّ الهاتف کان يخبر عن مقتله (ع).

[2] نـصـيـبـيـن: مـديـنـه عـامـرة مـن بـلاد الجـزيـرة عـلي جـادّة القـوافـل من الموصل إلي الشام، وفيها وفي قراها علي ما يذکر أهلها أربعون ألف بستان! (راجع: معجم البلدان: 5:288).

[3] أمـالي الشيخ المفيد: 320 المجلس 38 حديث رقم 7، وانظر: أمالي الطوسي:90ـ91 المـجـلس الثـالث حديث رقم 141/5، وحديث نوح الجن أفرد له الشيخ ابن قولويه (ره) في کـتـابـه کـامـل الزيـارات باباً مستقلاً، وأ ورده الطبراني في معجمه الکبير، والذهبي في تاريخ الاسـلام، وفي سير أعلام النبلاء، والشبلنجي الحنفي في آکام المرجان، والزرندي الحنفي في نظم درر السـمـطـيـن، وابـن حـجـر العـسـقـلانـي فـي الاصـابـه، وابـن حـجـر فـي مـجـمـع الزوائد وقال: رجاله رجال الصحيح، وابن کثير في البدايه والنهايه، والگنجي الشافعي في کفايه الطالب، والخوارزمي، في مقتل الحسين (ع)، وسبط ابن الجوزي في تذکرة الخواص، والسيوطي فـي الخـصائص الکبري، وابن العربي في محاضرات الابرار، والقندوزي في ينابيع المودّة، وابـن عـسـاکـر فـي تـاريـخ دمـشـق، وأ کـثـر هـذه الروايـات مـنـقـوله عـن أمّ سـلمـه زوج رسول اللّه (ص)، وهذا من الادلّه القويّه أيضاً علي أنها رضي اللّه عنها کانت علي قيد الحياة إلي مـا بـعـد مـقـتـل الحـسـيـن (ع)، خـلافـاً لمـا نـقـل عـن الواقـدي أنـّه قال بأنّ وفاتها کانت في شوّال سنه تسع وخمسين للهجرة، إذ قوله هذا ضعيف جدّاً، ولعلّه قد انـفـرد بـه، وهـو خـلاف المـشـهـور، قـال ابـن حـجـر: ((وأمـّا قـول الواقـدي: إنـهـا تـوفـيـت سـنه تسع وخمسين فمردود عليه بما کتب في صحيح مسلم: أنّ الحـارث بـن عـبـداللّه بن ربيعه، وعبداللّه بن صفوان، دخلاعلي أمّ سلمه في ولايه يزيد بن مـعـاويـه، فـسـألاهـا عـن الجـيـش الذي يـُخسف بهم! وکانت ولايه يزيد في أواخر سنه ستين)). (تـهـذيـب التـهـذيـب: 12: 456)، ومـمـا يـدلّ عـلي فـسـاد قـول الواقـدي مـا أورده الذهـبـي فـي تـرجـمـه أمّ سـلمـه أنـهـا کـانـت تـبـکـي عـلي الحـسـيـن وتقول: رأيت رسول اللّه في المنام وهو يبکي، وعلي رأسه ولحيته التراب! فقلت: مالک يا رسول اللّه!؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفاً! (راجع: المستدرک علي الصحيحين: 4:19).