بازگشت

الليلة الحادية عشرة


يقول الاديب المؤرّخ المحقّق المرحوم السيّد عبدالرزاق المقرّم:

((يـالهـا مـن ليله مرّت علي بنات رسول اللّه (ص) بعد ذلك العزّ الشامخ الذي لم يفارقهن منذ أوجـد اللّه كـيـانـهن! فلقد كنّ بالامسِ في سرادق العظمه وأخبيه الجلاله، يشع نهارها بشمس النـبـوّة، ويضيء ليلها بكواكب الخلافه ومصابيح أنوار القداسه! وبقين في هذه الليله في حـلك دامـسٍ مـن فـقـد تـلك الانـوار السـاطـعـه بـيـن رحل منتهب، وخباء محترق، وفَرَقٍ سائد، وحماة صـرعـي، ولامـحـام لهـنّ ولاكـفـيـل!


لايـدريـن من يدفع عنهنّ إذا دهمهنّ داهم!؟ ومن الذي يردّ عاديه المرجفين!؟ ومن يسكّن فورة الفاقدات ويخفّف من وجدهن!؟

نـعـم! كـان بـيـنـهـن صـراخ الصـبـيـه، وأنـيـن الفـتـيـات، ونـشـيـج الوالهـات، فـأُمُّ طفل فطمته السهام! وشقيق مستشهد! وفاقدة ولد! وباكيه علي حميم! وإلي جنبهنّ أشلاء مبضّعه! وأعـضـاء مـقـطـّعـه! ونـحـور دامـيـه! وهـنّ فـي فـلاة مـن الارض جـرداء... وعـلي مـطـلع الاكـمـه جحفل الغدر تهزّهم نشوة الفتح وطيش الظفر ولؤم الغلبه!

وعـلي هـذا كـلّه لايـدريـن بـمـاذا يـنـدلع لسـان الصـبـاح؟ وبـمـاذا تـرتـفـع عـقـيـرة المـنـادي؟ أبـالقـتـل أم بـالاسـر!؟ ولامـن يـدفـع عـنـهـنّ غـيـر الامـام (العـليـل) الذي لايـمـلك لنـفـسـه نـفـعـاً ولايـدفـع ضـرّاً، وهـو عـلي خـطـر مـن القتل!!

لقـد عـمَّ الاسـتـيـاء فـي هـذه الليـله عـالم المـلك والمـلكـوت! وللحـور فـي غُرف الجنان صراخ وعويل! وللملائكه بين أطباق السماوات نشيج ونحيب! وندبته الجنّ في مكانها.)). [1] .


پاورقي

[1] مقتل الحسين (ع) / للمقرّم: 289.