بازگشت

رؤوس الشهداء


إنّ واقعه حمل رأس سبط رسول اللّه (ص) وسائر الرؤوس الطاهرة جريمه أخري من الجرائم الفـظـيـعـه التي شهدتها كربلاء، هذه الجريمه التي كشفت نقاباً آخر عن خبث سريرة النظام الاموي!

فقد ذكرت نصوص تاريخيه معتمدة أنّ أعداء اللّه ورسوله (ص) بعدما قتلوا الامام الحسين (ع) فـي اليـوم العـاشـر مـن المـحـرم، بـعثوا برأسه إلي عبيداللّه بن زياد من ساعته، فقد ذكر الديـنـوري أنّ عـمـر بن سعد بعث برأس الحسين من ساعته إلي عبيداللّه بن زياد مع خولّي بن يزيد الاصبحي. [1] .

قـال الشـيخ المفيد (ره): ((وسرّح عمر بن سعد من يومه ذلك ـ وهو يوم عاشوراء ـ برأس الحسين (ع) مـع خـولّي بـن يـزيـد، وحـمـيـد بـن مـسـلم الازدي، إلي عبيد اللّه بن زياد، وأمر برؤوس البـاقين من أصحابه وأهل بيته فنظّفت، وكانت إثنين وسبعين رأساً، وسرّح بها مع شمر بن ذي الجـوشـن، وقـيـس بـن الاشـعـث، وعـمـرو بـن الحـجـّاج، فـأقـبـلوا حـتّي قدموا بها علي ابن زياد)). [2] .


وخـبر المفيد والطبري مشعرٌ بأنّ رؤوس بقيه الشهداء (ع) ـ بعد رأ س الامام (ع) ـ كانت أيضاً قد سبقت الركب الحسيني إلي الكوفه.

لكـن بـعض النصوص التأريخيه الاخري تفيد أنّ رؤوس بقيّه الشهداء (ع) قد رافقت الركب الحـسـيـنـي الي الكـوفـه، يـقـول الديـنـوري: ((وأقـام عـمـر بـن سـعـد بـكـربـلاء بـعـد مـقـتـل الحـسـيـن (ع) يـومـيـن، ثـمّ أذّن في الناس بالرحيل، وحُملت الرؤوس علي اطراف الرماح!)). [3] .


پاورقي

[1] راجع: الاخبار الطوال: 259.

[2] الارشـاد: 2: 113/ وانظر: تأريخ الطبري: 3:335 واللهوف: 189 وفيه: ((ثمّ إنّ عمر بن سعد ـ لعنه اللّه ـ بعث برأ س الحسين عليه الصلاة والسلام في ذلک اليوم ـ وهو يوم عـاشـوراء ـ مـع خـولّي بـن يـزيـد الاصبحي وحميد بن مسلم الازدي إلي عبيداللّه بن زياد، وأمر برؤوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فقطّعت وسرّح بها مع شمر بن ذي الجوشن لعنه اللّه، وقـيـس بـن الاشـعـث، وعـمـرو بـن الحـجـاج، فـاقـبـلوا حـتـّي قـدمـوا الکـوفـه)). / ونقول: لعلّ مراد السلطه الامويه من وراء عملها الوحشيّ ـ قطع جميع رؤوس الشهداء(ع) وحملها إلي عـبـيد اللّه بن زياد ثمّ إلي يزيد ـ هو إيجاد الرهبه، وخلق الرعب، وإشاعه الخوف والذلّ فـي نـفـوس النـاس، مـن أجـل دفـعـهـم أکـثـر فـأکـثـر إلي الانـقـيـاد والامتثال والخنوع للاوامر الظالمه الجائرة التي تصدر عن مراکز القرار التابعه لهذه السلطه.

[3] الاخبار الطوال: 259، وانظر: جواهر المطالب: 2:291.