ثم احرقت الخيام
قـال السـيـّد ابـن طـاووس (ره): ((ثمّ أخرجوا النساء من الخيمه، وأ شعلوا فيها النّار، فخرجن حواسر مسلّبات حافيات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلّه...)). [1] .
وقـال ابـن نـمـا (ره): ((وخـرج بـنـات سـيـّد الانبياء وقرّة عين الزهراء حاسرات مبديات للنياحه والعـويـل، يـنـدبن علي الشباب والكهول، وأُضرمت النار في الفسطاط فخرجن هاربات، وهنّ كما قال الشاعر:
فتري اليتامي صارخين بعوله
تحثوا التراب لفقد خير إمام
وبقين ربّات الخدور حواسراً
يمسحن عرض ذوائب الايتام
وتري النساء أراملاً وثواكلاً
يبكين كُلَّ مهذّب وهُمام.)) [2] .
ولايـخـفـي أن جـمـيـع الخـيـام قـد أُضـرمـت فـيـهـا النـار، بدليل قول الامام الرضا (ع) ((وأُضرمت في مضاربنا النّار))، [3] لكنّ الظاهر أنّ هذا الفـسـطاط الذي كنّ النسوة والاطفال فيه جميعاً مع الامام زين العابدين (ع) هو آخر الخيام التي أُحرقت بعد إخراجهم منه.
پاورقي
[1] اللهوف: 180؛ وانظر: الفتوح: 5:138.
[2] مثير الاحزان: 77.
[3] راجع: مناقب آل أبي طالب (ع): 2:206.