بازگشت

محاولة قتل الامام زين العابدين


لاشكّ في أنّ الامام زين العابدين وسيّد الساجدين عليّ بن الحسين (ع) كان حاضراً في كربلاء مـع أبـيـه (ع) وكـان مـريـضـاً، وهـذا ممّا تسالم عليه التاريخ، وكان شمر بن ذي الجوشن قد سـعـي بـعد قتل الامام الحسين (ع) الي قتل البقيّه الباقيه من ذريّه الحسين (ع) متمثّله بابنه الامـام زيـن العـابـديـن (ع)، وكـان ذلك بأمر صادر عن ابن زياد لعنه اللّه كما صرّح شمر نفسه بهذا. [1] .

قال الشيخ المفيد (ره) في كتابه الارشاد: ((قال حميد بن مسلم: فواللّه لقد كنتُ أ ري المرأة من نسائه وبناته وأهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتّي تُغَلب عليه فيُذهب به منها، ثمّ انتهينا إلي عـليّ بـن الحـسـيـن (ع) وهـو مـنـبسط علي فراش ‍ وهو شديد المرض، ومع شمر جماعه من الرجّاله فـقـالوا له: ألانـقـتـل هـذا العـليـل؟ فـقـلت: سـبـحـان اللّه! أيـُقـتـل الصـبـيـان؟ إنـّمـا هـو صـبـيّ وإنـّه لمـا بـه! فـلم أزل حتّي رددتهم عنه.

وجـاء عـُمـر بـن سـعـد فـصـاح النـسـاء فـي وجـهـه وبـكـيـن، فقال لاصحابه: لايدخل أحدٌ منكم بيوت هؤلاء النسوة، ولاتعرّضوا لهذا الغلام المريض.

وسـألتـه النـسـوة ليـسـتـرجـع مـا أُخـذ مـنـهـنّ ليـتـسـتـّرن بـه فقال: من أخذ من متاعهنّ شيئاً فليردّه عليهن!

فـواللّه مـا ردّ أحدٌ منهم شيئاً، فوكّل بالفسطاط وبيوت النساء، وعليّ بن الحسين، جماعه ممّن كانوا معه وقال: إحفظوهم لئلاّ يخرج منهم أحد، ولاتُسيئُنّ إليهم!)). [2] .


وروي ابـن سـعـد فـي طبقاته قائلاً: ((وكان عليّ بن الحسين الاصغر مريضاً نائماً علي فراش، فـقـال شـمـر بـن ذي الجـوشـن المـلعـون: أقـتـلوا هـذا! فـقـال له رجـل مـن أصـحـابـه: سـبـحـان اللّه! أتـقـتـل فـتـيً حـدثـاً مـريـضـاً لم يقاتل!؟

وجاء عمر بن سعد فقال: لاتعرضوا لهؤلاء النسوة ولالهذا المريض!)). [3] .

وذكـر القـرمـانـي فـي كـتـابـه أخبار الدول قائلاً: ((وهمّ شمر الملعون ـ عليه ما يستحقّ من اللّه ـ بـقـتـل عـليّ الاصـغـر ابـن الحـسـيـن وهـو مـريـض، فـخـرجت إليه زينب بنت عليّ وقالت: واللّه لايُقتل حتي أُقتل!)). [4] .

وفـي روضه الصفا: ((فلمّا وصل شمر ـ لعنه اللّه ـ إلي الخيمه التي كان عليّ بن الحسين (ع) فـيـهـا مـُتـّكـئاً سـلّ سـيـفـه ليـقـتـله، قـال حـمـيـد بـن مـسـلم: سـبـحـان اللّه! أيُقتل هذا المريض!؟ لاتقتله!

وقـال بـعـضـهـم: إنّ عـمـر بـن سـعـد أخـذ بـيـديـه وقـال: أمـا تـسـتـحـيـي مـن اللّه تـريد أن تـقـتـل هـذا الغـلام المـريـض!؟ قـال شـمـر: قـد صـدر أمـر الامـيـر عـبـيـد اللّه أن أقـتـل جـمـيـع أولاد الحـسـيـن. فـبـالغ عـمـر فـي مـنـعـه حـتـّي كـفّ عـنـه، فـأمـر بـإحـراق خـيام أهل بيت المصطفي!)). [5] .

وفـي تـذكـرة الخـواص، عـن الواقـدي قـال: ((وإنـّمـا اسـتـبـقـوا عـليّ بـن الحـسـيـن لانـّه لمـّا قـُتـل أبـوه كـان مـريـضـاً، فـمـرّ بـه شـمـر فـقـال: اقـتـلوه! ثـمّ جـاء عـمر بن سعد فلمّا رآه قال: لاتتعرّضوا لهذا الغلام! ثمّ قال لشمر: ويحك من للحرم؟)). [6] .



پاورقي

[1] کـان الشـمـر قـد أجـاب مـن طـلب إليـه إلاّ يـقـتـل الامـام السـجـّاد(ع) قـائلاً: ((قـد صـدر أمـر الامـيـر عـبـيـداللّه أن أقتل جميع أولاد الحسين (ع))) (راجع: معالي السبطين: 2:87).

[2] الارشاد: 2 :112 ـ 113 وانظر: تأريخ الطبري: 3:335.

[3] تـرجـمـه الامـام الحسين (ع) / من القسم غير المطبوع من کتاب الطبقات الکبير لابن سعد: 78.

[4] أخبار الدول: 108.

[5] روضه الصفا: 3:170.

[6] تذکرة الخواص: 232.