بازگشت

مصير احد سالبي الامام


((ورُئي رجـل بـلايـديـن ولارجـليـن وهـو أعـمـي، يـقـول: ربّ نـجـّنـي مـن النـّار! فـقـيـل له: لم تـبـق عـليـك عـقـوبـه وأنـت تـسـأل النـجـاة مـن النـار؟ قـال: إنـي كـنـت فـي مـن قـاتـل الحـسـيـن بـن عـليّ فـي كـربـلاء، فـلمـّا قُتل رأيتُ عليه سراويل وتكّه حسنه، وذلك بعدما سلبه الناس، فأ ردت أن أنتزع التكّه، فرفع يده اليمني ووضعها علي التكّه، فلم أقدر علي دفعها فقطعت يمينه! ثمّ أردت انتزاع التـكـّه، فـرفـع شـمـاله ووضـعها علي التكّه، فلم أقدر علي دفعها فقطعت شماله، ثمّ هممتُ بنزع السراويل! فسمعت زلزله فخفت وتركته، فألقي اللّه عليَّ النوم، فنمت بين القتلي، فـرأيـتُ كـأنّ النـبـيّ محمّداً (ص) أقبل ومعه عليّ وفاطمه والحسن (ع)، فأخذوا رأس الحسين، فـقـبـّلتـه فـاطـمـه وقـالت: يـا بـنـيّ قـتـلوك! قـتـلهـم اللّه. وكـأنـّه يقول: ذبحني شمر، وقطع يدي هذا النائم! وأشار إليَّ.

فـقـالت فـاطـمـه: قـطـع اللّه يـديـك ورجـليك وأعمي بصرك وأدخلك النار، فانتبهت وأنا لاأُبصر شيئاً، ثمّ سقطت يداي ورجلاي مني! فلم يبق من دعائها إلاّ النار!)). [1] .


وروي الخـوارزمـي عـن أبـي عـبـداللّه غـلام الخـليـل قـال: ((حـدّثـنـا يـعـقـوب بـن سـليـمـان قـال: كـنـتُ في ضيعتي فصلّينا العتمه، وجعلنا نتذاكر قـتـل الحـسـيـن (ع)، فـقـال رجـل مـن القـوم: مـا أعـان أحـدٌ عـليـه إلاّ أصـابـه بـلاءٌ قبل أن يموت. فقال شيخ كبير من القوم: أنا ممّن شهدها، وما أصابني أمرٌ كرهته إلي ساعتي هذه!

وخبا السراج، فقام ليصلحه فأخذته النار! وخرج مبادراً إلي الفرات وألقي نفسه فيه، واشتعل وصار فحمه!)). [2] .



پاورقي

[1] مـقـتـل الحـسـيـن (ع) / للخـوارزمـي: 2:115 / وفـي اللهـوف: 183: ((وروي ابن رباح قـال: لقـيـتُ رجـلاً مـکـفـوفـاً قـد شـهـد قـتـل الحـسـيـن، فـسـُئِل عـن ذهـاب بـصـره؟ فـقـال: کـنـت قـد شـهـدتُ قـتـله عـاشـر عـشـرة، غـيـر أنّي لم اطعن ولم أضرب ولم أرم، فلمّا قـُتـل رجـعـت إلي مـنـزلي وصـلّيـت العـشـاء الاخـرة، ونـمـت، فـأتـانـي آتٍ فـي مـنـامـي فقال: أجب رسول اللّه (ص). فقلت: مالي وله!؟

فـأخـذ بـتـلابـيـبـي وجـرّنـي إليه، فإذا النبيّ(ص) جالس في صحراء، حاسر عن ذراعيه، آخذ بـحـربـه! ومـلک قـائم بـيـن يـديـه وفـي يـديـه سـيـف مـن نـار يـقـتـل أصـحـابـي التسعه، فلمّا ضرب ضربه التهبت أنفسهم ناراً! فدنوت منه وجثوت بين يـديـه وقـلت: السـلام عـليـک يـا رسـول اللّه. فـلم يـردَّ عـليَّ، ومـکـث طـويلاً، ثمّ رفع رأ سه وقـال: يـا عدوّ اللّه! انتهکت حرمتي! وقتلت عترتي! ولم ترع حقّي وفعلت ما فعلت! فقلتُ: يا رسول اللّه! واللّه ما ضربت بسيف ولاطعنت برمح ولارميت بسهم.

فـقـال: صـدقـت، ولکـن کـثـّرت السـواد، أدنُ مـنـي! فـدنـوت مـنـه فـإذا طـشـت مـمـلوُّ دمـاً! فـقـال لي: هـذا دم ولدي الحـسـيـن (ع)! فـکـحّلني من ذلک الدم، فانتبهت حتي الساعه لاأبصرُ شـيـئاً!))، ورواه الخـوارزمـي أيضاً في المقتل: 2 :117 ـ 118 وفيه ابن رماح بدلاً من ابن رباح، وقـال الخـوارزمـي: وأورد هـذا الحـديـث مـجـد الائمه السرخسکي ورواه عن أبي عبداللّه الحدّاد، عن الفقيه أبي جعفر الهندواني....

[2] مـقـتـل الحـسـيـن (ع) / للخـوارزمـي: 62 عـلي مـا فـي طبعه الغري / نقلاً عن إحقاق الحق: 11:536، ورواه الخـوارزمي، أيضاً في المقتل: 2:111 عن عطاء بن مسلم، عن السدّي، بتفاوت، والشيخ المحترق فيه من قبيله طيّ، ورواه ابن حجر في صواعقه، 193 عن أبي الشيخ بتفاوت.

وانـظـر: تـهـذيـب التـهـذيـب: 2:353 وتـذکـرة الخـواص: 292 ووسـيـله المـآل لاحـمد بن الفضل بن محمّد باکثير: 197 (علي ما في إحقاق الحقّ: 11:538)، وانظر: نظم درر السـمـطـيـن للزرندي: 220 وسير أعلام النبلاء: 3:211 وينابيع المودّة: 322 وإسعاف الراغبين: 191 وجواهر المطالب: 2:289 وبشارة المصطفي للطبري: 426 رقم 3.