بازگشت

الطيور


روي الخـوارزمـي بـسـنـد مـتـصـل إلي المـفـضـّل بـن عـمـر الجـعـفـي قال: ((سمعتُ جعفر بن محمّد (ع) يقول:

حـدّثـنـي أ بـي مـحـمـد بـن عـليّ (ع)، حـدّثـنـي أبـي عـليّ بـن الحـسـيـن (ع) قال: لمّا قُتل الحسين جاء غراب فوقع في دمه، ثمّ تمرّغ، ثمّ طار فوقع بالمدينه علي جدار فاطمه بنت الحسين وهي الصغري، فرفعت رأسها إليه فنظرته فبكت...)). [1] .

ويـنـقـل العـلاّمـه المـجـلسـيّ (ره) عـن (بـعـض مـؤلّفـات أصـحـابـنـا) أنـه روي مـن طـريـق أهل البيت (ع) أنه:

((لمـّا اسـتـشـهـد الحـسـيـن (ع) بـقـي في كربلاء صريعاً، ودمه علي الارض مسفوحاً، وإذا بطائرٍ أبـيـض قـد أتـي وتـمـسـّح بـدمـه، وجـاء والدم يـقـطـر مـنـه، فـرأي طـيـوراً تـحـت الظـلال عـلي الغـصـون والاشـجـار، وكـلُّ مـنـهـم يـذكـر الحـبّ والعـلف والمـاء،


فـقـال لهـم ذلك الطـيـر المـتـلطـّخ بالدّم: يا ويلكم أتشتغلون بالملاهي وذكر الدنيا والمناهي، والحـسين في أرض كربلاء في هذا الحرّ ملقيً علي الرمضاء ظاميء مذبوح ودمه مسفوح، فعادت الطـيـور كـلُّ مـنـهـم قـاصـداً كـربـلا، فراءوا سيّدنا الحسين ملقيً في الارض جثّه بلارأس، ولاغـسـل ولاكـفـن، قـد سـفـت عـليـه السـوافـي وبـدنـه مـرضـوض قـد هـشـمـتـه الخـيـل بـحـوافـرهـا، زوّاره وحـوش القـفـار، ونـدبـتـه جـن السهول والاوعار، قد أ ضاء التراب من أنواره، وأزهر الجوّ من إزهاره.

فـلمـّا رأته الطيور تصايحن وأعلن بالبكاء والثبور، وتواقعن علي دمه يتمرّغن فيه، وطار كلّ واحدٍ منهم إلي ناحيه يُعلم أهلها عن قتل أبي عبداللّه الحسين (ع)...)). [2] .

وروي الخـوارزمـي بـسـنـده عـن المـشـطـاح الورّاق قـال: ((((سمعتُ الفتح بن سحرف [3] العـابـد يـقـول: كـنـتُ أفـتُّ الحـَبَّ للعـصـافـيـر كـلّ يـوم فـكـانـت تـأكـل، فـلمـّا كـان يـوم عـاشـوراء فـتـتـتُ لهـا فـلم تـأكـل، فـعـلمـتُ أنـّهـا امـتـنـعـتـْ لقتل الحسين بن عليّ (ع)!)). [4] .



پاورقي

[1] مقتل الحسين (ع)، للخوارزمي: 2:92.

[2] البحار: 45:191، ومدينه المعاجز: 4:72، والعوالم: 17: 512 ح 1.

[3] فـي سـيـر اعلام النبلاء 13:93 و 8:387: الفتح بن شخرف، والظاهر أنّه توفي سنه 73 ه‍ وفـي تـاريـخ بـغـداد: 12:384: کـان أحـد العـبـّاد السـيـّاحـيـن، ثـمّ سکن بغداد.. وکان من المشهورين بالورع والصلاح إلي آخر عمره.

[4] مقتل الحسين (ع) / للخوارزمي: 2:91 / وفي بغيه الطلب في تاريخ حلب 6:2657 لاحمد بـن أبـي جـرادة الحـلبـي المـتـوفـّي سـنـه 660 ه‍: ((عـن أبـي الفـضـل بـن عـبـدالسـمـيـع المـنـصـوري يـقـول: سـمـعـت الفـتـح بـن شـرف يقول: کنت أفتّ للنمل الخبز کلّ يوم، فلمّا کان يوم عاشوراء لم يأکلوه!)).