بازگشت

الايات الارضيه


فـضـلاً عـمـّا تـقـدّم مـن بـكـاء الارض مع السماء لمقتل سيد الشهداء (ع)، وأنهما لم تبكيا إلاّ له وليـحـيي بن زكريا (ع)، وكذلك عجيج الارض مع السماء والملائكه لتلك الفاجعه، تحدّثنا مـجـمـوعـه مستفيضه من الروايات أنه ما رفع حجر إلاّ ووجد تحته دم عبيط، وبعض هذه الروايات يذكر مطلق الارض، وبعضها يذكر أرض


الشام، وبعض آخر يذكر أرض بيت المقدس.

روي ابـن سـعـد عـن مـحـمـد بـن عـمـر قـال: حـدّثـنـي عـمـر بـن مـحـمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه، قـال: أرسـل عـبـدالمـلك الي ابـن رأس الجـالوت، فقال: هل كان في قتل الحسين علامه؟ قال ابن رأس الجالوت: ما كُشف يومئذٍ حجر إلاّ وُجد تحته دم عبيط!.)).

وروي أيـضـاً عـن مـحـمـّد بـن عـمـر قـال: حـدّثـنـي نـجـيـح، عـن رجـل مـن آل سـعـيـد يـقـول: سـمـعـت الزهـري يـقـول: سـألنـي عـبـدالمـلك بـن مـروان فقال: ما كان علامه مقتل الحسين؟

قـال: لم تـكـشـف يـومـئذ حـجـراً إلاّ وجـدت تـحـتـه دمـاً عـبـيـطـاً! فقال عبدالملك: أنا وأنت في هذا غريبان.)). [1] .

أمّا الروايات التي اختصّت بأرض بيت المقدس...

فـقـد روي ابن عساكر بسنده عن أمّ حيّان أنها قالت: ((ولم يُقلب حجرٌ ببيت المقدس إلاّ أصبح تحته دمٌ عبيط!)). [2] .


وروي الخـوارزمـي عـن حـمـّاد بـن زيـد [3] قـال: ((أوّل مـا عـُرف الزهـري أن تـكـلّم فـي مـجـلس الوليـد بـن عـبـدالمـلك، قـال الوليـد: أيـّكـم يـعـلم مـا فـعـلت أحـجـار بـيـت المـقـدس يـوم قُتل الحسين؟ فقال الزهري: بلغني أنّه لم يُقلب حجرٌ إلاّ وجد تحته دم عبيط!)). [4] .

وروي الشـيـخ الصـدوق بـسنده عن فاطمه بنت عليّ (ع) أنها قالت: ((ثمّ إنّ يزيد


لعنه اللّه أمـر بـنـسـاء الحـسـيـن (ع) فـحـبـسـن مع عليّ بن الحسين (ع) في محبس لايكنّهم من حَرّ ولاقُرّ، حتّي تقشّرت وجوههم، ولم يُرفع ببيت المقدس حجر عن وجه الارض إلاّ وجد تحته دم عبيط! وأبصر الناس الشمس علي الحيطان حمراء كأنها الملاحف المعصفرة! إلي أن خرج عليّ بن الحسين (ع) بالنسوة وردّ رأس الحسين إلي كربلاء.)). [5] .

أمـّا الروايـات التـي تـذكـر أرض الشـام، فـقـد روي الطـبـرانـي بـسـنـد عـن ابـن شـهـاب قال: ((ما رُفع بالشام حجر يوم قُتل الحسين بن عليّ إلاّ عن دم!! رضي اللّه عنه.)). [6] .


پاورقي

[1] ترجمه الامام الحسين (ع) / من القسم غير المطبوع من کتاب الطبقات الکبير لابن سـعـد / تـحـقـيـق السـيـد عـبـدالعزيز الطباطبائي: 90 ـ 91، حديث رقم 324 ورقم 323 / وروي الحـديـث الاخـيـر: الطبراني في المعجم الکبير: 3:127 رقم 2856، وانظر: الصواعق المحرقه: 194، وتـذکـرة الخـواص: 284، ونـظـم درر السـمـطـيـن: 220، ويـنـابـيـع المـودّة: 356، ومقتل الحسين (ع) / للخوارزمي: 2:90، وکشف الغمه: 2:275؛ تاريخ مدينه دمشق 11:230.

[2] تـاريـخ مـديـنـه دمـشـق: 14:229، وراجـع: البـحـار: 45:216، وکامل الزيارات: 93 باب 29 حديث 20، ومقتل الحسين (ع) / للخوارزمي: 2:102.

[3] هـو حـمـّاد بـن زيـد بـن درهـم الازدي الجـهـضـي، أ بـو إسـمـاعـيـل الازرق. قـال ابـن سعد: وکان عثمانياً.. وُلدِ سنه 98 ه‍ و توفي 179 ه‍ (راجع: تهذيب الکمال: 7:239، والطبقات الکبري: 7: 286).

[4] مـقـتـل الحـسـيـن (ع) / للخوارزمي: 2:102 رقم 18، وانظر: سير أعلام النبلاء: 3:314 والمعجم الکبير للطبراني: 3:113 حديث رقم 2834، والاتحاف بحبّ الاشراف: 24، وتاريخ ابن عساکر / ترجمه الامام الحسين (ع) / تحقيق المحمودي: 362 رقم 301 و 302؛ راجع تاريخ مدينه دمشق 14:29.

وقد روي ابن عبد ربه عن الزهري ـ في قصه مفصّله ـ کيف قدم هو وقتيبه علي عبدالملک ابن مروان فـي إيـوان له، وکـيـف أجـاب الزهـري عـن سـؤال عـبـدالمـلک بـن مـروان: (هـل بـلغـکـم أيّ شـيء أصـبـح فـي بـيـت المـقـدس ليـله قـُتـل الحـسـيـن بـن عـلي؟) أو (مـا أصـبـح بـبـيـت المـقـدس يـوم قـُتـل الحـسـيـن بـن عـليّ بن أبي طالب؟)، حيث أجابه الزهري قائلاً: ((نعم، حدّثني فلان ـ لم يـسـمـّه ـ أنـه لم يـُرفـع تـلک الليـله التـي صـبـيـحـتـهـا قـتـل عـلي بـن أ بـي طـالب، والحـسـيـن بـن عـلي، حـجـر فـي بـيت المقدس إلاّ وجد تحته دم عبيط! فـقـال عـبـدالملک: صدقتَ، حدّثني الذي حدّثک، وإنّي وإياک في هذا الحديث لغريبان!.. (راجع: العقد الفريد: 4:386).

ويـلاحـظ فـي مـثـل هـذه الروايـات اهـتـمـام الحـکـّام الامـويـيـن بـآيـات الغـضـب الالهـي لمـقـتـل سـيـد الشـهـداء(ع)! ولکـن هـل ردعـهـم العـلم بـهـذه الايـات عـن مـواصـله قـتـل الائمـّه من ذريه الحسين (ع) بالسمّ، أو اضطهادهم وقهرهم والتضييق عليهم!؟ أبداً، لانّ طلاّب العلوّ والفساد في الارض ‍ معرضون عن آيات اللّه المنتقم الجبّار!.

[5] أمالي الصدوق: 142، المجلس 31، حديث رقم 5.

[6] المـعـجـم الکـبـيـر 3:113 ح 2835، راجـع ذخـائر العـقـبـي ص 145، وسبل الهدي والرشاد 11:80 و نفس المهموم: 485.