بازگشت

الامام السجاد في الشام


دعـا يـزيـد بـن مـعـاويه خاطبه وأمره أن يصعد المنبر، فصعد الخاطب، فذمَّ الامام الحسين (ع)، وبـالغ فـي ذمّ أمـيـرالمـؤمـنـيـن عـليّ (ع)، فـقـام إليـه الامـام السـجـّاد (ع) وقـال له: ((ويـلك أيـهـا الخـاطـب! اشـتـريـت مـرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوَّاء مقعدك من النار!)). [1] .

أمـّا فـي مـجـلس يـزيـد فـيـقـول الخـوارزمـي: ((فـتـقـدّم عليّ بن الحسين حتّي وقف بين يدي يزيد وقال:



لاتطمعوا أنْ تهينونا ونكرمكم

وأنْ نكفّ الاذي عنكم وتؤذونا



فاللّه يعلمُ أنّا لانحبّكم

ولانلومكم إنْ لم تحبّونا



فقال يزيد: صدقتَ! ولكن أراد أبوك وجدّك أن يكونا أميرين، فالحمد للّه الذي قتلهما وسفك دمـاءهـمـا! ثـم قـال: يـا عـليّ! إنّ أبـاك قـطـع رحـمـي، وجهل حقّي، ونازعني في سلطاني، فصنع اللّه به ما قد رأيت! [2] .

وفـي تـفـسـيـر عـلي بـن ابـراهـيـم القـمـي: قـال الصـادق (ع): لمـا أدخـل رأس الحـسـيـن (ع) عـلي يزيد لعنه اللّه، وأدخل عليه علي بن الحسين (ع) وبنات أمير المـؤمـنـيـن (ع) وكان علي بن الحسين مقيداً مغلولاً، فقال يزيد: يا علي بن الحسين (ع) الحمد لله الذي قـتـل أبـاك. فـقـال عـلي بـن الحـسـيـن (ع): لعـن اللّه مـن قـتـل أبـي. قـال فـغـضـب يـزيـد وأمـر بـضـرب عـنـقـه (ع). فـقـال عـلي بـن الحسين (ع): فاذا قتلتني فبنات رسول الله (ص) من يردهم إلي منازلهم وليس لهـم مـحـرم غـيـري؟ فـقـال: أنـت تـردهـم إلي مـنـازلهـم. ثـم دعـا بـمـبـرد، فأقبل يبرد الجامعه من عنقه ليده. ثم قال له: يا علي بن الحسين أتدري ما الذي


أريد بذلك؟ قـال: بـلي تـريـد أن لايـكـون لاحـد عـليّ مـنـّه غـيـرك. فـقـال يـزيـد: هذا واللّه ما أردت فعله. ثم قال يزيد: يا علي بن الحسين (ع) (ما أصابكم من مـصـيـبـه فـبـما كسبت أيديكم). فقال علي بن الحسين (ع): كلا، ما هذا فينا نزلت، إنما نزلت فـيـنـا: (مـا أصـاب مـن مـصـيـبـه فـي الارض ولافـي أنـفـسـكـم إلاّ فـي كـتـاب مـن قـبـل أن نـبرأها إن ذلك علي اللّه يسير. لكيلاتأسوا علي ما فاتكم ولاتفرحوا بما آتاكم) فنحن الذين لانأسي علي ما فاتنا ولانفرح بما آتانا. [3] .

قال الخوارزمي: فقال علي بن الحسين (ع):

يـا ابـن مـعـاويـه وهـنـد وصـخـر! لم تـزل النـبـّوة والامـرة لابـائي وأجـدادي مـن قـبـل أن تـولد، ولقـد كان جدّي عليّ بن أبي طالب في يوم بدر وأحد والاحزاب في يده رايه رسول اللّه (ص)، وأبوك وجدّك في أيديهما رايات الكفّار.

ثمَّ جعل عليّ بن الحسين (ع) يقول:



ماذا تقولون إذ قال النبيّ لكم

ماذا فعلتم وأنتم آخر الامم



بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي

منهم أساري ومنهم ضُرِّجوا بدم



ثم قال عليّ بن الحسين (ع):

((ويـلك يـا يـزيـد! إنـّك لو تـدري مـاذا صـنـعـت، ومـا الذي ارتـكـبـت مـن أبـي وأهـل بـيـتـي وأخـي وعـمـومـتـي، إذن لهـربـت إلي الجـبـال، وافـتـرشـت الرمـال، ودعـوت بـالويـل والثـبـور، أيـكون رأس أبي الحسين بن عليّ وفاطمه منصوباً علي بـاب مـديـنـتـكـم وهـو وديـعه رسول اللّه فيكم!؟ فأبشر يا يزيد بالخزي والندامه إذا جُمع الناس غداً ليوم القيامه!.)). [4] .


تـلك المـواقـف البـطـوليه هي التي استطاعت أن تقف أمام التيّارات الهدّامه، فبنو أميّه أرادوا مـسـخ الاسـلام الاصـيـل، وتـوهـّمـوا أنـهـم بـلغـوا ذلك الهـدف بقتل سيّد شباب أهل الجنّه (ع)! ولكنّ مواقف السيّدة زينب، وأمّ كلثوم وفاطمه بنت الحسين سلام اللّه عـليـه وعـليـهـنّ، وعـلي رأسـهـم سـيـّد السـاجـديـن (ع) مـنـعـت العـدوّ مـن أن يصل إلي هدفه الشيطاني.



پاورقي

[1] راجع: اللهوف: 219.

[2] مقتل الحسين للخوارزمي 2/70.

[3] تفسير علي بن إبراهيم القمي 2/ 352.

[4] مقتل الحسين (ع) / للخوارزمي: 2:70.