بازگشت

الامام السجاد و دوره في كربلاء


لاشك في أنّ عليَّ بن الحسين (ع) كان مريضاً في كربلاء، وذلك لمصالح أشرنا إلي بعضها فـي هـذا الكـتاب، ولكنّ ما تجدر الاشارة إليه هو الدور الاعلامي والتبليغي الذي قام به الامام السـجـّاد (ع) بـعـد قـتـل أبـيـه الامـام الحـسـيـن (ع) للتـعـريـف بـالنـهـضـه الحـسـيـنـيـه خلال خطاباته في الكوفه والشام.

فقد كان (ع) في الكوفه جنباً إلي جنب مع عمّته العقيله زينب (ع) في الدفاع عن كيان النهضه الحـسـيـنـيـه ومـواجـهـه الاعـلام الامـوي الكـاذب الذي كـان مـنـتـشـراً فـي آفـاق العـالم ضـدّ أهل البيت (ع).

فـحـيـنـمـا دخـل الكوفه مع الاسري، ورأي أهلها يضجّون ويبكون، خاطبهم قائلاً: ((أتنوحون وتبكون من أجلنا!؟ فمن قتلنا!؟)). [1] .

ويـقـف (ع) أمـام الحـشـود الكـثـيـرة فـي الكـوفـه ليـؤدّي رسـالتـه الخـالدة، فيقول: ((أيها الناس! من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرّفه بنفسي: أنا عليّ بـن الحـسـيـن بـن عـليّ بـن أبـي طـالب، أنـا ابـن المـذبـوح بـشـط الفـرات مـن غـيـر ذحل ولاترات! أنا ابن من انتُهك حريمه، وسُلب نعيمه، وانتُهب ماله، وسُبي عياله! أنا ابن من قُتل صبراً وكفي بذلك فخراً...


فـتـبـّاً لمـا قـدّمـتـم لانـفـسـكـم وسـَوْءاً لرأيـكـم! بـأيـّه عـيـن تـنـظـرون إلي رسـول اللّه (ص) إذ يـقـول لكـم: قـتـلتـم عـتـرتـي، وانـتـهـكـتـم حـرمـتـي، فـلسـتـم مـن أمـّتي!)). [2] .

كـانـت هـذه الكـلمـات تـصـدر عـنـه (ع) والامـام الحـسـيـن (ع) كـان مـا يـزال مـطـروحاً في أرض المعركه!.. لقد أراد الامام السجّاد (ع) أن يوجّه أنظار الكوفيين إلي عظم الجرم الذي ارتكبه بنو أميّه، وليقف بكلّ وجوده أمام دعوي أنّ الحسين (ع) خارجي خرج عـلي يـزيـد، ويـعـرّف أبـاه الامـام الحـسـيـن (ع) بـأنـه ليـس كـمـا يـزعـم بـنـو أمـيـّه، بل هو من أهل بيت النبّوة ومعدن الرساله.


پاورقي

[1] البحار: 45:108 عن اللهوف:192.

[2] اللهوف: 199.