بازگشت

مواصله الرساله التبليغيه في دمشق


كـانـت دمـشـق تـعـدّ مركزاً أساسياً لبني أميّه إذ كان يزيد قد اتخذها عاصمه له، وكان قد أمر بجمع الناس، وأدخلوا سبايا الحسين (ع) بوضع فجيع، وكان يزيد يريد أن يستثمر تلكم الحـال ضـدّ أهـل البـيـت (ع)، لكـنّ زيـنب (س) أدّت رسالتها الخالدة فقامت في نفس المجلس، وهـوت إلي جـيـبـهـا فـشـقـّتـه!! ثـمّ نـادت بـصـوت حـزيـن يقرح القلوب: يا حسيناه! يا حبيب المصطفي! يا ابن فاطمه الزهراء!

يقول الراوي: فأبكت واللّه كلّ من كان حاضراً في المجلس! ويزيد ساكت! [1] .

وفي الشام أيضاً.. يروي الشيخ الصدوق (ره) عن فاطمه بنت عليّ (س) [2] أ نها قالت: ((لمـّا أُجـلسـنـا بـيـن يـدي يـزيـد بـن مـعـاويـه رقّ لنـا أوّل شـيء وألطـفـنـا، ثـمّ إنّ رجـلاً


مـن أهـل الشـام أحـمـر قـام إليـه فـقـال: يـا أمـيـرالمـؤمـنـين! هب لي هذه الجاريه تعينني ـ وكنت جاريه وضيئه ـ فأرعبت وفرقت وظننت أنه يفعل ذلك!

فـأخـذت بـثـيـاب أخـتـي وهـي أكـبـر منّي وأعقل، فقالت: كذبت واللّه ولُعنت ما ذاك لك ولاله. فغضب يزيد فقال: بل كذبت! واللّه لو شئت لفعلته.

قالت: لاواللّه ما جعل الله ذلك لك إلاّ أن تخرج من ملّتنا وتدين بغير ديننا.

فغضب يزيد، ثم قال: إياي تستقبلين بهذا!؟ إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك.

فقالت: بدين اللّه ودين أبي وأخي وجدّي اهتديت أنت وجدّك وأبوك.

قال: كذبتِ يا عدوّة اللّه.

قالت: أميرٌ يشتم ظالماً ويقهر بسلطانه.

قالت فكأنّه لعنه اللّه استحيي فسكت...)). [3] .

فـزيـنـب حـقّاً من أبرز مصاديق (الذين يبلّغون رسالات اللّه ويخشونه ولايخشون أحداً إلاّ اللّه)، [4] فـهـي لم تـخـف مـن أحـدٍ فـي مـجـالس الحـكـّام الطـغـاة، وكـان هـدفـهـا إيـصـال الرسـاله المـجـيـدة بـأحـسـن وجه وصورة، ولقد استطاعت أن تبلّغ رسالات الله إلي أعـداء اللّه مـن بـني أميّه، فهذا الصراخ والعويل استطاع أن يغيّر كلّ شيء! وما استطاع العدوّ أن يصل إلي أهدافه الشرّيرة!

إذن لنا أن نقول: لولاوجود زينب، وأمّ كلثوم، وفاطمه بنت الحسين، [5] ولولا


خُطبهنّ السـاخـنـه فـي الكـوفـه والشـام لاخـمـد بـنو أميّه صوت العداله الانسانيّه التي رفعها الامام الحـسـيـن (ع) فـي كـربـلاء يوم عاشوراء، بحيث لم يبق شيء إسمه كربلاء ولاحسين (ع) إلي يومنا هذا!


پاورقي

[1] اللهوف:213 وعنه في نفس المهموم:442.

[2] قال المزي: فاطمه بنت علي بن أبي طالب القرشيه الهاشميه، وهي فاطمه الصغري، توفيت سنه سبع عشرة ومائه. (راجع: تهذيب الکمال: 35: 261، رقم 7903).

[3] أمالي الصدوق: 139، المجلس 31، ح 2؛ الارشاد 2:121.

[4] سورة الاحزاب: الايه 39.

[5] قـال المزي: ((فاطمه بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، القرشيّه الهاشميه المدنيّه، أخـت عـلي ابـن الحـسـيـن زيـن العـابـديـن.. وکـانـت فـيـمـن قـدم دمـشـق بـعـد قـتـل أبـيـهـا، ثـم خـرجـت إلي المـديـنـه.)) (راجـع: تـهـذيـب الکمال: 35:254، رقم 7901).