بازگشت

دور نسوة بني هاشم


وأمـا دور نـسـاء بـنـي هـاشم ـ أعمّ من العقيله زينب وفاطمه بنت الحسين (ع) وأم كلثوم ـ فلهنّ كلّ الدور في تبليغ الرساله الخالدة التي كنّ يستشعرن مسؤوليتهن في وجوب الدفاع عنها.

إنَّ الشيء المهمّ الذي كان بنو أميّه يهتمّون به هو أن يعرّفوا للنّاس الامام الحسين (ع) أنّه رجـل خارجي، خرج علي يزيد في العراق، وسعي ليشقّ عصا الطاعه، وليفرّق كلمه الامّه.. كان الامويون يسعون لترسيخ هذه الفكرة في النفوس الضعيفه بعد واقعه كربلاء.

وكـان يـزيـد و عـبـيـداللّه بـن زيـاد يـصـرّان عـامـديـن علي وصف الامام (ع) بأنّه كذاب.. فهذا عـبـيـداللّه بـن زيـاد يـخـاطـب الاسـري مـن بـنـي هـاشـم فـي قـصـره ويـقـول بـأنّ اللّه نـصـر يـزيـد وقـتـل الكـذّاب. فـتـقـوم زيـنـب (س) وتقول ردّاً علي أراجيفه:

الحـمـدُ للّه الذي أكـرمـنا بنبيّه محمّد (ص)، وطهّرنا من الرّجس تطهيرا، وإنما يُفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا والحمد للّه. [1] .

من ثم ننتقل لهاتين الفكرتين: فكرة بني أميّه بأنّ الحسين (ع) كاذب في دعواه! وفكرة العقيله زينب (ع): بأنّ الامام (ع) من شجرة أهل بيت طهّرهم اللّه تطهيرا.


فـنـري أنّ زيـنـب سـلام اللّه عـليـهـا بـعـد واقـعـه الطـفّ قـامـت بـكـل وجـودهـا أمام الطغاة من بني أميّه لتكشف النقاب عن تلك الوجوه الممسوخه، ولتثبت للناس بـأنّ الحـسـيـن ابـن بـنـت رسـول الاسلام (ع)، وليس كما يزعم الناس بأنه خارجي خرج علي يزيد.

والجدير بالذكر أنّ عمّال بني أميّه حينما حملوا رؤوس شهداء الطفّ مع السبايا الي الشام كانوا كثيراً ما يقولون للنّاس بأنّ الحسين (ع) خارجَي خرج علي يزيد. [2] وبهذا أرادوا قلب الحقائق للناس، وقد حقّقوا بالفعل تلك النتيجه ولكن لفترة قصيرة جدّاً.


پاورقي

[1] الارشاد: 2:115، تذکرة الخواص: 232، اللهوف: 201، إعلام الوري: 1:471.

[2] راجع البحار: 45: 114