بازگشت

مقدمة المؤلف


((الدور التبليغي المتمم للنهضه المقدّسه))

الحـمـدُ للّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام علي خير خلقه وأشرف بريّته محمّد (ص)، وعلي أهل بيته الطاهرين، سيّما سيّد شباب أهل الجنّه الامام الحسين (ع).

لاشـك ولاريـب فـي أنّ الدور التـبـليـغـي الذي قـمـن بـه النـسـاء عـامـّه قبل وحين وبعد واقعه الطف، وعقائل الوحي خاصه، كان له أكبر الاثر والدور في توعيه الناس وتعريفهم بحقيقه الامور.

وبداء هذا الدور من الكوفه عند ورود سفير الحسين (ع) وخذلان أهلها إياه، إلاّ المرأة التي كانت تـسـمـّي (طـوعـه) رضـي اللّه عـنـهـا، حـيـث سـمـحـت لنـفـسـهـا أن تُدخل مسلماً دارها وتضيّفه بأحسن وجه.

ثـمّ تـلك المـرأة التـي تـأمـر ولدهـا أن يـنـصـر الامـام (ع) وتقول له:

أُخـرج فـقـاتـل بـيـن يـدي ابـن رسـول اللّه (ص). حـتـي تـقـتـل: فـقـال: أفـعـل. فـخـرج. وقـال له الحـسـيـن (ع): هـذا شـابـٌ قُتل أبوه ولعلّ أمّه تكره خروجه.

فقال الشاب: إنّ أمّي أمرتني يابن رسول اللّه. [1] .


وفـي هـذا الاطـار ـ إطار الفداء والتضحيه ـ يذكر تأريخ كربلاء أنّ أمّ وهب بن عبداللّه بن حـبـّاب الكـلبـي كـانـت فـي كـربـلاء، وكـانـت تـخـاطـب ولدهـا: قـمْ يـا بـنـي فـانـصـر ابـن بـنـت رسـول اللّه (ص). فـلم يـزل يـقاتل...، ثمّ قُطعت يداه، وأخذت امرأته عموداً وأقبلت نحوه وهـي تـقـول: فـداك أبـي وأمـّي! قـاتـل دون الطـيـبـيـن حـرم رسـول اللّه (ص)... وبـعـد أن قـتـل ذهـبت إليه تمسح الدم عن وجهه، فبصر بها شمر، فأمر غـلامـاً له فـضـربـهـا بـعـمـود كـان مـعـه فـشـدخـهـا وقـتـلهـا.. وهـي أوّل امرأة قُتلت في عسكر الحسين (ع). [2] .

ولم تـزل المـرأة الحـسـيـنـيـه الغـيـورة تـُبـدي وفـاءهـا لسـيـّد شـبـاب أهـل الجـنـّه (ع)، فـفـي يـوم عـاشـوراء، وبـعـدمـا قـُتـل ريـحـانـه رسـول اللّه (ص)، وأخـذ العـدوّ يهجم علي بنات العترة ويسلب النساء، وقفت امرأة من بكر بن وائل وصـرخـت فـي وجـوه آل بـكـر وهـي تـقـول: أتـُسـلبُ بـنـات رسول اللّه!؟ لاحكم إلاّ للّه! يا لثارات المصطفي. [3] .

إنّ شـعـار (يـالثـارات المـصـطـفـي) الذي رفـعـتـه هـذه المـرأة مـن قـبـيـله بـكـر بـن وائل شعارٌ مهم جداً تأريخياً وسياسياً، ذلك لانّ هذه المرأة الغيورة أدركت أنّ حقيقه المواجهه هي بين الامويه المنافقه وبين الاسلام الذي جاء به المصطفي (ص).

وهذا أوّل خيوط الفتح الحسيني: وهو فصل الامويه عن الاسلام.

وعـنـدمـا سـلب مـالك بن نسر (بشير) الكندي برنس الامام (ع)، وأتي به إلي أهله، لتغسله قـالت له زوجـه ـ أمّ عـبـداللّه بـنـت الحـارث ـ: أتـسـلب ابـن بـنـت رسول


الله برنسه و تدخل بيتي؟ أخرج عنّي حشا اللّه قبرك ناراً!. [4] .

هذا البحث له مصاديق مليئه في واقعه الطفّ، لسنا بصدد استيعابها.


پاورقي

[1] راجع مقتل الحسين (ع) للخوارزمي 2:25.

[2] راجع: البحار: 45:16 ـ 17؛ وفي الملهوف لابن طاووس 161: وخرج وهب بن حباب الکلبي.. وکان معه زوجته ووالدته.

[3] راجـع: مـثـير الاحزان: 77؛ ومقتل الحسين (ع) للمقرّم: 301، والمجالس الفاخرة: 236؛ والفتوح:5:117.

[4] مقتل الحسين (ع) / للخوارزمي: 2:34.