بازگشت

عبدالله بن عمير الكلبي... و الموقف البطولي


لمّا أدني عمر بن سعد رايته ورمي بالسهم معلناً بداية الحرب ارتمي الناس (فلمّا ارتموا خرج يسار مولي زياد بن أبي سفيان!!، وسالم مولي عبيداللّه بن زياد، فقالا: من يُبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم!

قال فوثب حبيب بن مظاهر، وبرير بن خضير، فقال لهما الحسين: أجلسا.

فقام عبداللّه بن عمير الكلبي فقال: أبا عبداللّه! رحمك اللّه، إئذن لي فلاَخرج إليهما!

فرأي حسين رجلاً آدم طويلاً، شديد الساعدين، بعيد ما بين المنكبين، فقال حسين: إنيّ لاحسبه للاقران قتّالاً! أخرج إنْ شئت.


قال فخرج إليهما، فقالا له: من أنت!؟

فانتسب لهما، فقالا: لانعرفك، ليخرج إلينا زهير بن القين، أوحبيب بن مظاهر، أو برير بن خضير!

ويسار مستنتل أمام سالم، فقال له الكلبي: يا ابن الزانية! وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس!؟ ويخرج إليك أحد من الناس إلاّ وهوخيرٌ منك!؟ ثمّ شدَّ عليه فضربه بسيفه حتي برد! فإنّه لمشتغل به يضربه بسيفه إذ شدَّ عليه سالم، فصاح بهاء صحابه: قد رهقك العبد! فلم يأبه له حتي غشيه فبدره الضربة، فاتّقاه الكلبي بيده اليسري، فأطار أصابع كفّه اليسري! ثمّ مال عليه الكلبيّ فضربه حتّي قتله! وأقبل الكلبيّ مرتجزاً وهو يقول وقد قتلهما جميعاً:



إنْ تُنكروني فأنا ابن كلب

حسبي ببيتي في عُلَيْمٍ حسبي



إنّي امرؤٌ ذو مِرَّةٍ وعصبِ

ولستُ بالخوّار عند النّكبِ



إنّي زعيمٌ لكِ أُمَّ وهبِ

بالطعن فيهم مُقدماً والضربِ



ضرب غُلامٍ مؤمنِ بالربِّ

فأخذت أمّ وهب امرأته عموداً ثمَّ أقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي وأمّي! قاتل دون الطيبين ذرّية محمّد.



فأقبل اليها يردّها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه! [1] ثمّ قالت: إنّي لن أدعك دون أن أموت معك! فناداها حسينٌ فقال:

(جُزيتم من أهل بيت خيراً! إرجعي رحمك اللّه إلي النساء فاجلسي معهنّ، فإنّه ليس علي النساء قتال. فانصرفت إليهنّ.). [2] .



پاورقي

[1] و ان يمينه سدکت علي السيف، و يساره مقطوعة أصابعها، فلا يستطيع رد امرأته!(راجع: ابصار العين:180).

[2] تاريخ الطبري:3:323 و انظر: الارشاد:2:101.