بازگشت

خطاب زهير بن القين


لم تحدّد المصادر التأريخية الاساسية التي روت خطاب زهير بن القين (رض) قبل بدء القتال موقع هذا الخطاب بدقة، أي هل كان قبل خطاب الامام (ع) أم بعده، أم كان في أثنائه،وهل كان قبل خطاب برير(رض) أم بعده؟

يروي الطبري عن كثير بن عبداللّه الشعبي أنه قال: (لمّا زحفنا قِبَل الحسين خرج إلينا زهير بن القين علي فرس له ذنوب، شاك في السلاح، فقال: يا أهل الكوفة! نذارِ لكم من عذاب اللّه نذار! إنّ حقّاً علي المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّي الان إخوة، وعلي دين واحد وملّة واحدة، مالم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهلٌ فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنّا أمّة وأنتم أمّة. إنّ اللّه قد ابتلانا وإيّاكم بذريّة نبيّه محمّد(ص) لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلي نصرهم وخذلان الطاغية عبيداللّه بن زياد، فإنّكم لاتُدركون منهما إلاّ بسوءٍ عُمُرَ سلطانهما كلّه! ليسمّلان أعينكم ويقطّعان أيديكم وأرجلكم، ويمثّلان بكم، ويرفعانكم علي جذوع النخل، ويقتلان أماثلكم وقُرّأكم،أمثال حُجر بن عدي وأصحابه، وهانيء بن عروة وأشباهه!

قال: فسبّوه وأثنوا علي عبيداللّه بن زياد ودعوا له! وقالوا:واللّه لانبرح حتّي نقتل صاحبك ومن معه، أو نبعث به وبأصحابه إلي الامير عبيداللّه سِلماً!

فقال لهم: عبادَ اللّه! إنّ وُلْدَ فاطمة رضوان اللّه عليها أحقّ بالودّ والنصر من ابن سميّة، فإنْ لم تنصروهم فأعيذكم باللّه أن تقتلوهم، فخلّوا بين هذا الرجل وبين ابن عمّه يزيد بن معاوية،فلعمري إنّ يزيد ليرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين!

قال: فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم وقال: أُسكتْ، أَسكتَ اللّه نامتك!


أبرمتنا بكثرة كلامك.

فقال له زهير: يا ابن البوّال علي عقبيه! ما إيّاك أُخاطب إنّما أنت بهيمة! واللّه ما أظنّك تُحكم من كتاب اللّه آيتين! فأبشربالخزي يوم القيامة والعذاب الاليم.

فقال له شمر: إنّ اللّه قاتلك وصاحبك عن ساعة!

قال: أفبا لموت تخوّفني!؟ فواللّه للموت معه أحبّ إليَّ من الخلد معكم!

قال: ثمّ أقبل علي النّاس رافعاً صوته فقال: عبادَ اللّه! لايغرّنكم من دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه!فواللّه لاتنال شفاعة محمّد(ص) قوماً أهرقوا دماء ذرّيته وأهل بيته، وقتلوا من نصرهم وذبَّ عن حريمهم.

قال: فناداه رجل فقال له: إنّ أبا عبداللّه يقول لك:أقبل: فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والابلاغ!). [1]


پاورقي

[1] تاريخ الطبري:320:3 وانظر: الکـامل في التأريخ: 288:3 و تأريخ اليعقوبي: 177:2 باختصار، و کذلک أنساب الأشراف:397:3.