بازگشت

خطابه قبل بدء القتال


روي الشيخ المفيد(ره) في الارشاد يقول: (ثمّ دعا الحسين براحلته فركبها، ونادي بأعلي صوته: (يا أهل العراق) وجُلّهم يسمعون فقال:

(أيّها النّاس إسمعوا قولي ولاتعجلوا حتّي أعظكم بما يحقّ لكم عليَّ، وحتّي أُعذِر إليكم، فإنْ أعطيتموني النّصف كنتم بذلك أسعد، وإنْ لم تعطوني النصف من أنفسكم فأجمعوا رأيكم ثمّ لايكنْ أمركم عليكم غُمّة ثمَّ اقضوا إليَّ ولاتنظرون، إنَّ ولييَّ اللّه الذي نزّل الكتاب وهو يتولّي الصالحين).

ثمّ حمد اللّه وأثني عليه وذكر اللّه بما هو أهله، وصلّي علي النبيّ (ص) وعلي ملائكته اللّه وأنبيائه، فلم يُسمع متكلِّمٌ قطّ قبله ولابعده أبلغ في منطق منه، ثمّ قال:

(أمّا بعد: فانسبوني فانظروا من أنا، ثمّ أرجعوا إلي أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يصلحُ لكم قتلي وانتهاك حرمتي!؟ ألستُ ابن بنت نبيّكم، وابن


وصيّه وابن عمِّه وأوّل المؤمنين المصدّق لرسول اللّه بما جاء به من عند ربّه؟ أو ليس حمزة سيّد الشهداء عمّي؟ أوليس جعفر الطيّار في الجنّة بجناحين عمِّي؟ أولم يبلغكم ما قال رسول اللّه لي ولاخي: هذان سيّدا شباب أهل الجنّة؟

فإنْ صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ، واللّه ما تعمّدت كذباً منذعلمتُ أنّ اللّه يمقت عليه أهله، وإن كذّبتموني فإنّ فيكم من إنْ سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبداللّه الانصاريّ،وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعديّ، وزيد ابن أرقم،وأنس ‍ بن مالك، يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول اللّه (ص) لي ولاخيّ، أما في هذا حاجزٌ لكم عن سفك دمي!؟).

فقال له شمر بن ذي الجوشن: هو يعبدُ اللّه علي حرف إنّ كان يدري ما تقول! [1] فقال له حبيب بن مظاهر: واللّه إنّي لاراك تعبد اللّه علي سبعين حرفاً! وأنا أشهد أنّك صادقٌ ما تدري ما يقول، قد طبع اللّه علي قلبك.

ثمّ قال لهم الحسين (ع):


(فإنْ كنتم في شكّ من هذا! أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيّكم!؟ فواللّه ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيّ غيري فيكم ولافي غيركم، ويحكم! أتطلبوني بقتيل منكم قتلته!؟ أو مالٍ لكم استهلكته!؟ أو بقصاص جراحة!؟).

فأخذوا لايكلِّمونه! فنادي:

(يا شبث بن ربعي، يا حجّار بن أبجر، يا قيس بن الاشعث، يا يزيد بن الحارث، ألمْ تكتبوا إليَّ أن قد أينعت الثمار واخضّرالجناب، وإنّما تقدم علي جُندٍ لك مُجنَّد!؟).

فقال له قيس بن الاشعث: ما ندري ماتقول! ولكن انزل علي حكم بني عمّك، فإنّهم لن يُروك إلاّ ماتحبّ!

فقال له الحسين:

(لاواللّهِ، لاأُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولاأفرّ فرار العبيد)، ثمّ نادي: (يا عباد اللّه، إنّي عُذت بربّي وربّكم أن ترجمون، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبّر لايؤمن بيوم الحساب.).

ثمّ إنّه أناخ راحلته، وأمر عُقبة بن سمعان فعقلها). [2] .


أمّا الخوارزمي فقد روي تفاصيل هذا الخطاب علي نحو آخر يتفاوت كثيراً مع رواية الشيخ المفيد(ره) والطبري وابن الاثير،قال الخوارزمي: (وأصبح الحسين فصلّي بأصحابه، ثمّ قرّب إليه فرسه، فاستوي عليه وتقدم نحو القوم في نفر من أصحابه، وبين يديه برير بن خضير الهمداني،فقال له الحسين: كلِّم القوم يا برير وانصحهم. فتقدّم برير حتي وقف قريباً من القوم، والقوم قد زحفوا إليه عن بكرة أبيهم،فقال لهم برير: يا هؤلاء! اتّقوا اللّه فإنّ ثقل محمّد قد أصبح بين


أظهركم، هؤلاء ذرّيته وعترته وبناته وحرمه! فهاتوا ما عندكم؟ وما الذي تريدون أن تصنعوا بهم!؟

فقالوا: نريد أن نمكّن منهم الامير عبيداللّه بن زياد فيري رأيه فيهم!

فقال برير: أفلاترضون منهم أن يرجعوا إلي المكان الذي أقبلوا منه!؟ ويلكم يا أهل الكوفة! أنسيتم كتبكم إليه وعهودكم التي أعطيتموها من أنفسكم وأشهدتم اللّه عليها، وكفي باللّه شهيداً!؟ ويلكم، دعوتم أهل بيت نبيّكم وزعمتم أنكم تقتلون أنفسكم من دونهم، حتّي إذا أتوكم أسلمتوهم لعبيد اللّه! وحلاتموهم عن ماء الفرات الجاري، وهو مبذول يشرب منه اليهود والنصاري والمجوس! وترده الكلاب والخنازير! بئسما خلفتم محمّداً في ذرّيته! مالكم!؟ لاسقاكم اللّه يوم القيامة! فبئس القوم أنتم!

فقال له نفر منهم: يا هذا ما ندري ماتقول؟

فقال برير: الحمدُ للّه الذي زادني فيكم بصيرة، أللهمّ إنّي أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم! أللهمّ ألقِ بأ سهم بينهم حتّي يلقوك وأنت عليهم غضبان!

فجعل القوم يرمونه بالسهام، فرجع برير إلي ورائه.

فتقدّم الحسين (ع) حتّي وقف قبالة القوم،وجعل ينظر إلي صفوفهم كأنّها السيل! ونظر إلي ابن سعد واقفاً في صناديد الكوفة،فقال:

الحمدُ للّه الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرّته، والشقيّ من فتنته، فلاتغرّنكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيّب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم علي أمرٍ قد أسخطتم اللّه فيه عليكم! فأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنّبكم رحمته! فنِعم الربّ ربّنا، وبئس العبيد أنتم! أقررتم


بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد، ثمّ إنّكم زحفتم إلي ذرّيته تريدون قتلهم! لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر اللّه العظيم! فتبّاً لكم وما تريدون، إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، هؤلاء قوم قد كفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين!

فقال عمر بن سعد: ويلكم! كلِّموه فإنّه ابن أبيه! فواللّه لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما قطع ولما حصر! فكلِّموه.

فتقدّم إليه شمرٍ بن ذي الجوشن فقال: يا حسين! ما هذا الذي تقول؟ أفهمنا حتي نفهم!

فقال (ع):

أقول لكم أتّقوا اللّه ربّكم ولاتقتلون، فإنّه لايحلّ لكم قتلي ولا انتهاك حرمتي، فإنّي ابن بنت نبيّكم، وجدّتي خديجة زوجة نبيّكم، ولعلّه قد بلغكم قول نبيّكم محمّد(ص): الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ما خلا النبييّن والمرسلين، فإنْ صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ، فواللّه ما تعمّدت كذباً منذ علمتُ أنّ اللّه يمقت عليه أهله، وإنْ كذّبتموني فإنّ فيكم من الصحابة مثل جابر بن عبداللّه، وسهل بن سعد، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، فاسألوهم عن هذا، فإنّهم يخبرونكم أنّهم سمعوه من رسول اللّه (ص)، فإنّ كنتم في شكّ من أمري أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيّكم!؟ فواللّه ما بين المشرقين والمغربين ابن بنت نبيّ غيري! ويلكم! أتطلبوني بدم أحد منكم قتلته أو بمالٍ استملكته،أو بقصاص من جراحات استهلكته!؟

فسكتوا عنه لايجيبونه! ثمّ قال (ع):

واللّه لاأعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد، عباداللّه! إنّي


عذت بربّي وربّكم أن ترجمونِ، وأعوذ بربّي و ربّكم من كلّ متكبّر لايؤمن بيوم الحساب!

فقال له شمر بن ذي الجوشن: يا حسين بن علي! أنا أعبداللّه علي حرف إنْ كنتُ أدري ما تقول!

فسكت الحسين (ع)، فقال حبيب بن مظاهر للشمر: يا عدوَّ اللّه وعدوَّ رسول اللّه، إنّي لاظنّك تعبد اللّه علي سبعين حرفاً! وأنا أشهد أنّك لاتدري ما يقول، فإنّ اللّه تبارك وتعالي قد طبع علي قلبك!

فقال له الحسين (ع):

(حسبك يا أخا بني أسد! فقد قُضي القضاء، وجفّ القلم، واللّه بالغ أمره، واللّه إنّي لاشوق إلي جدّي وأبي وأمّي وأخي وأسلافي من يعقوب إلي يوسف وأخيه! ولي مصرعٌ أنا لاقيه.). [3] .

وأمّا السيّد ابن طاووس (ره) فقد روي تفاصيل هذا الخطاب علي نحو آخر أيضاً،قال: (قال الراوي: وركب أصحاب عمر بن سعد لعنهم اللّه،فبعث الحسين (ع) برير بن خضير، فوعظهم فلم يستمعوا، وذكّرهم فلم ينتفعوا، فركب الحسين (ع) ناقته وقيل فرسه فاستنصتهم فأنصتوا، [4] فحمد اللّه وأثني عليه


وذكره بما هو أهله، وصلّي علي محمّد(ص) وعلي الملائكة والانبياء والرسل، وأبلغ في المقال، ثمّ قال:

تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً! حين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين! سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم!وحششتم علينا ناراً اقتدحناها علي عدوّنا وعدوّكم! فأصبحتم إلباً لاعدائكم علي أوليائكم، بغير عدلٍ أفشوه فيكم، ولاأملٍ أصبح لكم فيهم! فهلاّ لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم، والجأش طامن، والرأي لمّا يستحصف!؟ ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدُبي [5] ، وتداعيتم إليها كتهافت الفراش! فسحقاً لكم يا عبيد الامة، وشُذّاذ الاحزاب، ونبذة الكتاب، ومحّرفي الكلم، وعصبة الاثام، ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن! أهؤلاء تعضدون وعنّا تتخاذلون!؟ أجل والله، غدر فيكم قديم! وشجت عليه أصولكم، وتآزرت عليه فروعكم! فكنتم أخبث ثمر، شجيَ للناظر وأكلة للغاصب!ألا وإنّ الدّعيّ ابن الدّعي قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة،وهيهات منّا الذلّة! يأبي اللّه ذلك لنا ورسوله والمؤمنون،وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثرطاعة اللئام علي مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الاُسرة مع قلّة العدد وخذلة الناصر!

ثمّ أوصل كلامه بأبيات فروة بن مسيك المرادي:




فإنْ نُهزم فهزّامون قِدماً

وإنْ نُغلب فغير مُغلَّبينا



وما إنْ طبّنا جُبنٌ ولكنْ

منايانا ودولة آخرينا



إذا ما الموت رفّع عن أُناسٍ

كلاكله أناخ بآخرينا



فأفني ذلكم سروات قومي

كما أفني القرون الاوّلينا



فلو خلُد الملوك إذاً خلُدنا

ولو بقي الملوك إذاً بقينا



فقل للشامتين بنا أفيقوا

سيلقي الشامتون كما لقينا



ثُمَّ أَيمُ اللّه، لاتلبثون بعدها إلاّ كريث ما يركب الفرس! حتّي تدور بكم دور الرحي، وتقلق بكم قلق المحور! عهدٌ عهده إليَّ أبي عن جدّي، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمَّ لايكن أمركم عليكم غمَّة ثمَّ اقضوا إليَّ ولاتنظرونِ، إنّي توكّلت علي اللّه ربّي وربّكم، ما من دابّة إلاّ هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي علي صراط مستقيم. أللّهمّ احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسنيِّ يوسف،وسلّط عليهم غلام ثقيف فيسومهم كأساً مصبَّرة، [6] فإنّهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.

ثمّ نزل (ع) ودعا بفرس رسول اللّه (ص) المرتجز فركبه وعبّأ أصحابه للقتال). [7] .



پاورقي

[1] في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 358:1، «فقال له شمر بن ذي الجوشن: يا حسين بن عليّ! أنا أعبدالله علي حرف إن کنت أدري ما تقول!...».

و في مثير الاحزان: 51، «فقال شمر بن ذي الجوشن (هو يعبدالله علي حرف ان کان يعرف شيئا مما يقول!...»

وفي سير أعلام النبلاء: 302:3 «فقال شمر: هو يعبدالله علي حرف إن کان يدري ما يقول! فقال عمر: لو کان أمرک إليَّ لأجبتُ. و قال الحسين: يا عمر! ليکوننّ لما تري يوم بسوؤک، اللهم إنّ أَهل العراق غرّوني، و خدعوني، و صنعوا بأخي ما صنعوا! أللهم شتّت عليهم أمرهم، و أحصهم عدداً.».

[2] الإرشاد:2: 97-99 و انظر: تأريخ الطبري: 318:3 وفيه بعد قول الإمام عليه السلام: «.. إنَّ ولييّ الله الذي نزّل الکتاب وهو يتولّي الصالحين»: قال فلمّا سمع أخواته کلامه هذا صحن وبکين، و بکي بناته، فارتفعت أصواتهنّ فأرسل إليهنّ أخاه العبّاس بن عليّ و عليّاً ابنه، و قال لهما: أسکتاهنّ فلعمري ليکثرنّ بکاؤهنّ! قال فلمّا ذهبا ليسکتاهنّ قال: لايبعد ابن عبّاس! قال فظننّا أنّه إنّما قالها حين سمع بکاؤهنّ لأنّه کان قد نهاه أن يخرج بهنّ...»

و يلاحظ هنا أنّ هذا ظنّ الرواي - و هو غير الحقَ - إذ يوحي و کأنّ الإمام عليه السلام قد ندم في تلک الساعة علي إخراج النساء معه، فتذکّر ابن عبّاس الذي کان قد طلب منه ألاّ يصطحب النساء معه، و هذا الظنّ غير وارد لأنَّ الإمام المعصوم عليه السلام لايفعل إلاْ الحقَ و الصواب، و قد صرّح هو عليه السلام لأخيه محمّد بن الحنفية (رض) بأنّ اصطحابه النساء امتثالاً لأمر الله تعالي و أمر رسوله صلي الله و عليه و آله حيث قال له: «قد قال لي - أي الرسول صلي الله و عليه و آله إنّ الله قد شاء أن يراهنّ سبايا» (راجع اللهوف:27).

وقد ذکر المرحوم السيّد المقرّم نقلاً عن کتاب (زهر الآداب للحصري، ج 1، ص 62 دار الکتب العربية) أنّ الإمام عليه السلام قال بعد أن أسکتن النساء عن البکاء و الصياح: «عبادالله اتّقوا الله». وکونوا من الدنيا علي حذر، فإنّ الدنيا لو بقيت علي أحد أو بقي عليها أحد لکانت الأنبياء أحقّ بالبقاء و أولي بالرضا و أرضي بالقضاء، غير أنَّ الله خلق الدنيا للفناء، فجديدها بال، ونعيمها مضمحلّ، و سرورها مکفهّر، و المنزل تلعة، والدار قلعة، فتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوي، واتّقوالله لعلّکم تفلحون».

و في تاريخ الطبري أيضاً أنّ الإمام عليه السلام قال لقيس بن الأشعث بعد ان اقترح عليه النزول علي حکم بني أمية: «أنت أخو أخيک! أتريد أن يطلبک بنو هاشم بأکثر من دم مسلم بن عقيل؟ لاوالله لاأعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولااقرّ إقرار العبيد..».

وقد روي تفاصيل هذه الخطبة أيضاً ابن الأثير في الکامل: 387:3، و انظر،: مثير الأحزان:51، و أنساب الأشراف: 3: 396-397، و ترجمة الإمام الحسين عليه السلام و مقتله من القسم غير المطبوع من کتاب الطبقات الکبير لابن سعد، تحقيق السيّد عبدالعزيز الطباطبائي، ص 72، أعلام النبلاء: 3: 301-302.

[3] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي،1:356- 358.

[4] وفي مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، 2: 8-9: «لمّا عبّاً عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسين عليه السلام، ورتّبهم في مراتبهم، و أقام الرايات في مواضعها، وعبّاً الحسين أصحابه في الميمنة و المسيرة، فأحاطوا بالحسين من کلّ جانب حتّي جعلوه في مثل الحلقة، خرج الحسين من أصحابه حتّي أتي الناس فاستنصتهم، فأبوا أن ينصتوا! فقال لهم: ويلکم! ما عليکم أن تنصتوا إليَّ فتسمعوا قولي، و إنَّما أدعوکم ألي سبيل الرشاد، فمن أطاعني کان من المرشدين، و من عصاني کان من المهلکين، وکلّکم عاص لأمري، غير مستمع لقولي، قد انخزلت عطياتکم من الحرام، و ملئت بطونکم من الحرام، فطبع الله علي قلوبکم، ويلکم! ألاتنصتون!؟ ألاتسمعون!؟ فتلاوم أصحاب عمر بن سعد، و قالوا: أنصتوا له. فقال الحسين: تبّاً لکم أيتها الجماعة و ترحاً.. إلي آخر خطبته الشريفة».

[5] الدبي - کعصي -: النمل، اصغر الجراد، و الواحدة: الدباة.

[6] في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، 10:2 «... يسقيهم کأساً مصبرَّة فلايدع فيهم أحداً، قتلة بقتلة، و ضربة بضربة، ينتقم لي ولاوليائي و أهل بيتي وأشياعي منهم، فانهم غرّونا و کذبونا...».

[7] اللهوف: 42- 43، و تاريخ ابن عساکر/ ترجمة الإمام الحسين عليه السلام / تحقيق المحمودي: 317-20 رقم 273 بتفاوت، و مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، 2: 8-10 بتفاوت وفيه: «ثمّ قال عليه السلام: أين عمر بن سعد؟ ادعوا لي عمرا فدعي له و کان کارها لايحبّ أن ياتيه، فقال: يا عمر! أنت تقتلني، وتزعم أن يوليّک الدعيّ ابن الدعيّ بلاد الري و جرجان!؟ والله لاتتهنا بذلک أبداً، عهد معهود، فاصنع ما أنت صانع، فإنّک لاتفرح بعدي بدنيا ولاآخرة، وکأنِّ برأسک علي قصبة قد نصبت بالکوفة يتراماه الصبيان و يتخذونه غرضاً بينهم!

فغضب عمر بن سعد من کلامه، ثمّ صرف بوجهه عنه، ونادي بأصحابه: ما تنظرون به؟ احملوا بأجمعکم إنّما هي أکلة واحدة!».