بازگشت

ملحمة كربلاء - يوم عاشوراء من المحرم سنة 61 ه‍


روي الطبري قائلاً: (وعبّأ الحسين (ع) أصحابه، وصلّي بهم صلاة الغداة، وكان معه إثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه، وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه، وأعطي رايته العبّاس بن عليّ أخاه، [1] .وجعلواالبيوت في ظهورهم، وأمر بحطب وقصب كان من وراء البيوت تحرق بالنّار مخافة أن يأوهم من ورائهم.قال: وكان الحسين (ع) أتي بقصب وحطب إلي مكان من ورائهم منخفض كأنّه ساقية فحفروه في ساعة من الليل فجعلوه كالخندق، ثمّ ألقوا فيه ذلك الحطب والقصب،وقالوا إذا عدوا علينا فقاتلونا ألقينا فيه النار كيلا نؤتي من ورائنا وقاتلونا القوم من وجه واحد، ففعلوا وكان ذلك لهم نافعاً.). [2]


كما روي الطبري أيضاً قائلاً: (فلمّا صلّي عمر بن سعد الغداة يوم السبت، وقد بلغنا أيضاً أنّه كان يوم الجمعة، وكان ذلك اليوم يوم عاشوراء، خرج فيمن معه من الناس) وقال أيضاً: (لمّا خرج عمر بن سعد بالناس كان علي ربع أهل المدينة يومئذٍ عبداللّه بن زهير بن سُليم الازدي، وعلي ربع مذحج وأسد عبدالرحمن بن أبي سبرة الحنفي، وعلي ربع ربيعة وكندة قيس بن الاشعث بن قيس، وعلي ربع تميم وهمدان الحرّ بن يزيد الرياحي فشهد هؤلاء كلّهم مقتل الحسين إلاّ الحرّ ابن يزيد فإنّه عدل إلي الحسين وقُتل معه وجعل عمر علي ميمنته عمرو بن الحجّاج الزبيدي علي ميسرته شمربن ذي الجوشن بن شرحبيل بن الاعور بن عمر بن معاوية وهو الضِّباب بن كلاب، وعلي الخيل عزرة بن قيس الاحمسيّ،


وعلي الرجال شبث بن ربعي اليربوعي، وأعطي الراية ذويداً مولاه.). [3]


پاورقي

[1] قال المرحوم المحقق السيّد المقرّم: «وأعطي رايـته أخاه العبّاس لأنّه وجد قمر الهاشميين أکفأ ممّن معه لحملها، و أحفظهم لذمامه، و أرأفهم به، و أدعاهم إلي مبدئه، و أوصلهم لرحمه، و أحماهم لجواره، و أثبتهم للطعان، وأربطهم جأشاً، و أشدّهم مراساً.». (مقتل الحسين عليه السلام للمقرّم: 225)

[2] تاريخ الطبري: 317:3، و انظر: الارشاد: 95:2 بتفاوت يسير، و الکامل في التاريخ 286:3؛ و هنا لابد من الارشارة الي ان الطبري روي واقعة يستفاد من نصها أنها من أوائل وقائع يوم عاشوراء، رواها بسنده عن غلام عبدالرحمن بن عبد ربه الانصاري انه قال: «کنت مع مولاي، فلما حضر الناس و أقبلوا الي الحسين أمر الحسين بفسطاط فضرب، ثم أمر بمسک فميث في جفتة عظيمة أو صفحة قال ثم دخل الحسين ذلک الفسطاط فتطلي بالنورة، قال و مولاي عبدالرحمن بن عبد ربه و برير بن خضير الهمداني علي باب الفسطاط تحتک منا کبهما، فازدحما أيهما يطلي علي أثره، فجعل برير يهازل عبدالرحمن، فقال له عبدالرحمن: دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل! فقال له برير:و الله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شابا و لا کهلا، و لکن و الله اني لمستبشر بما نحن لا قون و الله ان بيننا و بين الحور العين الا أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم، و لوددت انهم قد مالوا علينا بأسيافهم! قال: فلما فرغ الحسين دخلنا فأطلينا، قال: ثم ان الحسين رکب دابته و دعا بمصحف فوضعه أمامه، قال: فاقتتل أصحابه بين يديه قتالا شديدا، فلما رأيت القوم قد صرعوا أفلت و ترکتهم». (تاريخ الطبري: 318:3 و انظر: الکامل في التاريخ:286:3 و أنساب الاشراف: 3:395-396 بتفاوت).

و الملاحظ علي هذه الرواية انها - بحسب متابعتنا - مما تفرد به الطبري،و من رواها بعده فقد اخذه عنه، هذا أولا و ثانيا: فان الاطلاء بالنورة لابد بعده من استعمال الماء‌، و هذا دال علي وجود الماء في معسکر الامام عليه السلام بوفرة تکفي لأن يستخدم بعضه للاطلاء مثلا، غير أن هذا خلاف المشهور التاريخي في أن معسکر الامام عليه السلام خلا من الماء تماما أو کاد منذ اليوم الثامن الي ما بعد ظهر اليوم العاشر کما هو المستفاد من کثير من الروايات.

[3] تاريخ الطبري: 317:3، و انظر: الارشاد: 95:2 بتفاوت يسير، و انشر: الکامل في التاريخ: 286:3 و الأخبار الطوال: 256، و عيون الأخبار: 98، و في بعض هذا المصادر: «دريد» بدلا من «ذويد» وفي الاخبار الطوال: زيد مولي عمر بن سعد.

يقول خالد محمد خالد في کتابه (أبناء الرسول في کربلاء: 120): «و من عجيب انهم کما يحدثنا التاريخ خرجوا لجريمتهم تلک بعد أن صلي بهم قائدهم صلاة الصبح! أصحيح انهم صلوا و قرأوا في آخر صلاتهم: اللهم صلي علي محمد و علي آل محمد!؟ اذن مابالهم ينفتلون من صلاتهم ليحصدوا بسيوفهم الأئمة آل محمد!!؟».