بازگشت

من الاعراف الحربية في ذلك العصر


يقول المرحوم القزويني: (ثمّ اعلم أنّ قانون المحاربة في ذلك الوقت علي ما استفدناه من الحروب المعظّمة كحرب صفين وغيرها أنّ من تهيأ ميمنة وميسرة وقلباً وجناحاً وساقية، ومكاناً للرامية،وموضعاً لاصحاب الاحجار، ويكون لاصحاب الميمنة عدّة مخصوصة من النبالة والحجارة، وكذا لاصحاب الميسرة ولاصحاب القلب عدّة مخصوصة لايتجاوزون عن مقرّهم وعن وظيفتهم، وأصحاب القلب لايبرحون عن مكانهم، ولايحملون مادام أصحاب الميمنة والميسرة باقين. نعم، لا تتفّق المبارزة بين أصحاب القلب مع من يحذوهم من أصحاب القلب، وأوّل من يحمل أو يبارز أصحاب الميمنة علي الميسرة، ثمّ أ صحاب الميسرة علي أصحاب الميمنة. فما في جُلّ المقاتل أنّه حمل ميمنة ابن زياد علي ميمنة الحسين (ع) لعلّه اشتباه ناشيء عن عدم التأمّل وعدم العلم بقانون الحرب، إذ مقتضي الطبيعة في التعبئة أنّ الميمنة إزاء الميسرة، ولايمكن أن يحمل الميمنة علي الميمنة إلاّ بعد التجاوز عن الميسرة، إلاّ أن يكون البعد بين الفريقين كثيراً بحيث يمكن حمل الميمنة علي الميمنة، ثمَّ لامنافاة بين حمل الميمنة علي الميسرة ومبارزة الميسرة مع أصحاب الميمنة، فتكون بين الميمنة والميسرة حملة وحملة، وبين الميسرة والميمنة مبارزة يبارزرجل بعد رجل، فيقاتلان، والقلب ثابت علي مكانه لايحمل.

نعم، بعد مغلوبية الميمنة والميسرة بحيث لايبقي ميمنة ولاميسرة يكون الجند كلّه بمنزلة القلب، والقلب يحمل عليه، حتّي إذا لم يبق من طرف إلاّ واحداً أو اثنين يحملون عليه بأجمعهم أو يتبارزون.). [1] .



پاورقي

[1] الامام الحسين عليه السلام و أصحابه: 280.