بازگشت

المكرهون


ومنهم الخوارج علي احتمال كما قدّمنا، ومنهم مخلص في حب الامام (ع) وطاعته، لكنّه لم يستطع اللحوق به بسبب الحصار وشدّة المراقبة، حتّي إذا حضركربلاء في جيش ابن زياد، تحيّن الفرصة ليلة العاشر أو قبلها فالتحق بالامام (ع)، وهؤلاء في حساب العدد أفراد قليلون، ورد ذكرهم في تراجم أنصار الحسين (ع)، وربّما أمكن القول إنّ من هؤلاء أيضاً من خرج في جيش ابن سعد وهو لايتوقّع نشوب الحرب بل يتوقّع الصلح، حتّي إذا رُدَّت علي الامام (ع)


شروطه وصارت الحرب حتماً مقضيّاً انحاز إلي الامام (ع) وجاهد بين يديه حتي استشهد، وهؤلاء أيضاً أفراد قليلون.

غير أنّ القسم الاعظم من صنف المكرهين أولئك الذين خرجوا في جيش ابن سعد مرغمين خوفاً من بطش ابن زياد إبّان التعبئة الشاملة القاهرة التي فرضها علي أهل الكوفة، وهم الذين غلب الشلل النفسي علي وجودهم، وطغي مرض الازدواجية علي شخصيتهم،فكانت قلوبهم مع الامام (ع) وسيوفهم عليه مع سيوف أعدائه،فكانوا حطب نار الفاجعة، ومادّة ارتكاب الجريمة، وعدد هؤلاء كبير جداً نسبة إلي مجموع جيش ابن سعد في كربلاء.