بازگشت

الخوارج


المشهور بين المؤرّخين أنّ الخوارج كانوا من جملة المشتركين في جيش ابن زياد الذي عبّأه لقتال الامام الحسين (ع) في كربلاء، وورد في أكثر كتب المقاتل والتراجم أنّ سعد بن الحرث الانصاري العجلاني وأخاها أبا الحتوف كانا من الخوارج (المحكّمة) وخرجا مع ابن سعد إلي قتال الحسين (ع)، ولمّا قُتل أصحاب الحسين (ع)،وجعل يقول: (ألا ناصرٌ فينصرنا؟) وسمعته النساء والاطفال فتصارخن، وسمع سعد وأخوه أبوالحتوف النداء من الحسين(ع) والصراخ من العيال، فمالا مع الحسين (ع) علي أعدائه حتّي استشهدا بين يديه. [1] .

فإذا افترضنا أنّ الخوارج كانوا قد خرجوا مع ابن زياد لقتال الامام الحسين (ع)


راغبين كما ذهب إلي ذلك الشيخ القرشي حيث يقول: (ومن بين العناصر التي اشتركت في حرب الامام (ع) الخوارج،وهم من أحقد الناس علي آل النبي (ع) لانّ الامام أميرالمؤمنين (ع) قد وترهم في واقعة النهروان، فتسابقوا إلي قتل العترة الطاهرة للتشفّي منها)، [2] إذن فهم بلاشك من المزدلفين إلي قتل الامام (ع) المتقرّبين إلي اللّه تعالي بذلك، فهم إذن من الصنف الاوّل.

لكنّنا إذا أخذنا رأي المحقّق التستري (ره) في ردّه علي الشيخ المامقاني (ره)، بصدد كون الاخوين سعد بن الحارث العجلاني (رض) وأخيه أبي الحتوف (رض) من الخوارج، حيث يقول التستري (ره): (... ثمّ خروج الخارجيّ مع ابن سعد غيرمعقول، فكانت الخوارج لايعاونون الجبابرة في قتال الكفّار، فكيف في حربه (ع)؟ ثمّ كيف ينصر الحسين من يقول: لاحكم الاّ للّه ويعلم أنّ الحسين (ع) مثل أبيه يجوّز التحكيم بكتاب اللّه؟)، [3] أمكن لنا القول بأنّ حضور الخوارج في جيش ابن زياد لقتال الامام الحسين (ع) ربّما كان علي كُرهٍ منهم، فهم من حيث التصنيف من المكرهين الاتي ذكرهم.


پاورقي

[1] راجع: مثلا: ابصار العين: 159،و وسيلة الدارين: 149 رقم 61، و تنقيح المقال 12:2 رقم 4666، و مستدرکات علم رجال الحديث:27:4 رقم 6107.

[2] حياة الامام الحسين بن علي عليهما السلام:158:3.

[3] راجع: قاموس الرجال،28:5 رقم 3147.