بازگشت

اشارة


هدّد ابن زياد جميع أهل الكوفة بإنقاع أشدّ العقوبات بمن يتخلف منهم عن الخروج معه لقتال الإمام عليه السلام، و ممّا جاء في أمره و تهديده: «...فلايبقين رجل من العرفاء و المناكب و النجّار و السكّان إلاّ خرج فعسكر معي! فأيّما رجل وجدناه بعد يومنا هذا متخلّفاً عن العسكر برئت منه الذمّة! (أنساب الأشراف 3: 386-387).

«وأمر القعقاع بن سويد بن عبدالرحمن بن جبير المنقري بالتطواف بالكوفة في خيل، فوجد رجلاً من همدان - من أهل الشام علي رواية الدينوري - قد قدم يطلب ميراثاً له بالكوفة، فأتي به ابن زياد فقتله، فلم يبق بالكوفة محتلم إلاّ خرج إلي العسكر بالنخيلة!». (نفس المصدر387:3 و راجع: الأخبار الصوال: 255). ويصف المؤرخون كراهة الناس للتوجه إلي قتال الإمام عليه السلام، فيقول البلاذري:«و كان الرجل يبعث في ألف فلايصل إلاْ في ثلاثمائة أو أربعمائة وأقلّ من ذلك كراهة منهم لهذا الوجه» (نفس المصدر: 387:3).

ويقول الدينوري: «قالوا: وكان ابن زياد إذا وجّه الرجل إلي قتال الحسين في الجمع الكثير، يصلون إلي كربلاء ولم يبق منهم إلاّ القليل، كانوا يكرهون قتال الحسين فير تدعون و يتخلّفون!»(الأخبار الطوال: 254).

وروي الطبري عن سعد بن عبيدة أنّه رأي في وقعة كربلاء أشياخاً من أهل الكوفة واقفين علي التلّ يبكون و يقولون: اللهمّ أنزل نصرك (أي علي الحسين عليه السلام!) فقال لهم سعد: يا أعداء الله ألاّ تنزلون فتنصرونه!!؟ (راجع: تأريخ الطبري 295:4، مؤسسة الأعمي - بيروت)@ ومثل هؤلاء وهم كثرة لايزدلفون إليه (ع) لقتله


طائعين، وإذا ازدلفوا إليه مرغمين فهم ليسوا ممّن يتقرّب إلي اللّه تعالي بقتله!

إذن فإذا أضفنا عدد هؤلاء المرغمين علي الحضور في كربلاء الكارهين لقتل الامام (ع) وقتاله إلي الثلاثين ألفاً المزدلفين إليه المتقرّبين إلي الله تعالي بقتله فإنّ عدد الجيش الاموي بلاشك يزيد علي الثلاثين ألفاً بكثير، ولكننا لايمكن لنا أن نقطع بالرقم اليقين لعدد هذا الجيش، لاننا لانملك وثائق تأريخية تمكّننا من هذا القطع، والي هنا مبلغ علمنا، واللّه العالم.