بازگشت

الهاشميون من انصار الامام الحسين في كربلاء


اختلفت المصادر التأريخية اختلافاً شديداً في عدد رجال [1] بني هاشم الذين


حضروا كربلاء مع الامام الحسين (ع)، والظاهر أنّ منشاء هذا الاختلاف هو اختلاف هذه المصادر في عدد مَن قُتل مِن بني هاشم مع الامام الحسين (ع) في كربلاء.

بل لقد اختلفت هذه المصادر في عدد الناجين منهم من القتل وفي أسماء بعضهم. [2] .

ولذا فمن الصعب الوصول بدقّة تامّة وعلي نحو اليقين إلي عدد من حضر من بني هاشم في كربلاء مع الامام الحسين (ع)، لكنّ إضافةعدد الناجين منهم إلي عدد من قُتل منهم عدا الامام (ع) يوصلنا الي عدد تقريبيّ ظنّيّ لهؤلاء الانصار


الهاشميين (ع)، يختلف باختلاف عدد الناجين الذي يكون الحساب علي أساسه، ويتفاوت أيضاً بتفاوت عدد القتلي المعتمد والمضاف إليه.

إنّ أقلّ عدد لشهداء الطفّ من الانصار الهاشميين ذكرته المصادرالتأريخية هو أحد عشر. [3] أللّهمّ إلاّ ما ذكره ابن أبي حاتم في كتابه السيرة النبوية أنّ شهداء بني هاشم كانوا تسعة أشخاص!. [4] .

وإنّ أشهر عدد لمن قُتل منهم هو سبعة عشر، [5] وإن أكبر الاعداد المذكورة


لهم (ع) هو سبعة وعشرون شهيداً، [6] وبين الاقلّ و الاكثر كانت بعض المصادر قد ذكرت أعداداً أخري متفاوتة. [7] .


فإذا أخذنا عدد الناجين منهم من القتل في ضوء رواية ابن سعد في الطبقات وهو خمسة، فإنّ أقلّ عدد لانصار الامام (ع) من بني هاشم في كربلاء يكون ستّة عشر، ويكون أكبر عدد لهم إثنين وثلاثين،هذا علي وجه التقريب، ويكون أقوي وأشهر عدد لهم إثنين وعشرين.


پاورقي

[1] لايخفي ان من بني هاشم من قد حضر کربلاء مع الامام (ع) و هو في عمر الطفولة کالامام محمد بن علي الباقر عليه السلام، و عبدالله بن الحسين عليها السلام (الرضيع)، و غيرهما، ولذا تحرّزنا بکلمة (رجال) في حساب عدد الانصار من بني هاشم.

[2] روي الفضيل بن الزبير الکوفي الأسدي (و هو من أصحاب الامامين الباقر و الصادق عليهما السلام) في کتابه «تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام» أن الناجين کانوا ثلاثة و هم: الامام زين العابدين عليه السلام، و الحسن المثنّي عليه السلام، و محمد بن عمرو بن الحسن عليه السلام و کان غلاماً مراهقاً.(راجع: کتاب تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام / المطبوع في مجلّة تراثنا / العدد الثاني / السنة الأولي - خريف سنة 1406 ه ق / موسسة آل البيت عليهم السلام - قم). و روي ابن سعد في طبقاته أنه لم يفلت من أهل بيت الحسين بن علي الذين معه الاّ خمسة نفر: علي بن حسين الأصغر، و هو أبو بقيّة ولد الحسين بن علي اليوم، و کان مريضاً فکان مع النساء، و حسن بن حسن بن علي، وله بقية، وعمرو بن حسن بن علي، ولا بقية له، والقاسم بن عبدالله بن جعفر، و محمد بن عقيل الأصغر..» (راجع: ترجمة الامام الحسين عليه السلام و مقتله من القسم غير المطبوع من کتاب الطبقات الکبير لابن سعد / تحقيق السيد عبدالعزيز الطباطبائي / موسسه آل بيت عليهم السلام / ص 77-78 - و راجع: سير أعلام النبلاء للذهبي 303:3 نقلاً عن طبقات ابن سعد / موسسة الرسالة). و ذکر ذلک أيضاً الشيخ باقر شريف القرشي، لکنّه ذکر (عمر بن الحسن) بدل (عمرو بن الحسن)، و اضاف اليهم سادساً و هو «زيد بن الحسن» و نسب ذلک الي مقاتل الطالبيين ص 119.(راجع: حياة الامام الحسين بن علي عليهم السلام 313:3 - 314).

[3] راجع: تاريخ الاسلام للذهبي، حوادث سنة 61، ص 21؛ و مرآة الزمان لليافعي، 131:1.

[4] السيرة النبوية:558.

[5] بل لعلّه الاصح، فقد وردت في ذلک روايات عن اهل البيت علهيم السلام، منها ماورد عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: «.. ذلک دم يطلب الله به ما اصيب من ولد فاطمة، و لايصابون بمثل الحسين، ولقد قتل في سبعة عشر من اهل بيته، نصحوا لله و صبروا في جنب الله فجزاهم الله احسن جزاء الصابرين...» (بشارة المصطفي: 426، رقم 2).

وراجع بصدد العدد سبعة عشر: الارشاد: 279 المطبعة ا لحيدرية - النجف، والدرّ النظيم، 378، والاصابة، 17:1، و تاريخ العلماء و وفياتهم 172:1، و تاريخ خليفة 146، و مرآة الزمان، 113:3 والبداية والنهاية 191:8، و المعجم الکبير للطبراني 104:3 رقم 2805، و خطط المقريزي 286:2 / طبعة دار احياء العلوم - مصر، و بشارة المصطفي: 426، و تهذيب التهذيب 323:2 / طبعة دار الفکر - بِيروت / 1415 ه ق، وانظر: ابصار العين: 77-49 و 92- 89 فقد ترجم السماوي (ره) في مجموع هذه الصفحات لسبعة عشر شهيدا من بني هاشم من الانصار في کربلاء، وانظر: في متن زيارة الناحية فقد ورد فيها السلام علي سبعة عشر شهيداً منهم عليه السلام (البحار: 65:45-69).

و هنا ملاحظتان مهمّتان.

1- ادخلت بعض کتب التاريخ و کتب التراجم في جملة انصاره عليه السلام حتّي من قتل من الاطفال کعبد الله بن الحسين (الرضيع) عليه السلام، و من کان غلاماً - لم يعرف هل بلغ سنَّ التکليف ام لا؟-

کمحمّد بن ابي سعيد بن عقيل عليه السلام، (مثلاً: راجع: ابصار العين: 54، 91)، و کذلک الامر في بعض الناجين مثل: عمر (عمرو) بن الحسن عليه السلام، يقول القرشي: «ونجا من القتل عمر بن الحسن ولم نعلم انّه اشترک في الحرب ام کان صغيرا؟» (حياة الامام الحسين: 314:3).

و هذا الامر يزيد في صعوبة معرفة انصاره عليه السلام في کربلاء علي وجه اليقين و الدقّة، ذلک لان الغلمان و الاطفال ليسوا من القوّة الحربية (الانصار الرجال) في الحسابات العسکرية.فتامّل.

2- ورد في المعجم الکبير للطبراني، و خطط المقريزي، و تهذيب التهذيب عن محمّد بن الحنفيّة (رض): «لقد قتل معه - اي مع الحسين عليه السلام - سبعة عشر ممّن ارتکضوا في رحم- او بطن- فاطمة و ينبغي هنا ان ننبه الي ان هذا المعني و هذا العدد لا يستقيم صحيحا الا اذا کان المراد بفاطمة هنا هي فاطمة بنت اسد عليهما السلام ام امير المومنين علي، و جعفر، و عقيل عليهما السلام، و الاّ فانّ الشهدا في الطفّ من نسل فاطمة الزهراء عليهما السلام هم خمسة عدا الامام الحسين عليه السلام. فتامّل.

[6] راجع: مناقب آل ابي طالب لابن شهر آشوب، 112:4 و ذخائرالعقبي: 146 و مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، 53:2 - و هناک عدد اکبر من هذا و هو ثلاثون، نسب الي الامام الصادق عليه السلام في حديث له مع عبدالله بن سنان، امره فيه بالامساک في يوم عاشوراء، و بالافطار بعد صلاة العصر، و قال له: «فإنّه في ذلک الوقت - أي العصر - تجلْت الهيجاء عن آل رسول (ص) و انکشفت الملحمة عنهم، و في الأرض منهم ثلاثون صريعاً مع مواليهم، يعزّ علي رسول الله مصرعهم، ولو کان في الدنيا حيّاً لکان هو المعزّي بهم.» (راجع: سفينة البحار، 196:2 و أعيان الشيعة، 134، 4)، ولعلّ مراده (ع) أنّهم مع مواليهم کانوا ثلاثين شهيداً، فإذا علمنا أنَّ مواليهم الذين کانوا معهم في کربلاء ستّة هم: أسلم بن عمرو، و قارب بن عبدالله، و منجح بن سهم، و سعد بن الحرث و نصر بن أبي نيزر، و الحرث بن نبهان، فإنّ عدد بني هاشم منهم يبقي ستّة و عشرين،و الله العالم.

[7] فقد ذکر بعضها أنّ عددهم ستة عشر (راجع: المجدي في أنساب الطالبيين: 15 و تاريخ خليفة: 146 و البداية و النهاية: 8: 191 و المحن: 134 و الإصابة 334:1 و جواهر المطالب، 273:2 و تاريخ الإسلام للذهبي، حوادث سنة 61 ه ص 5و تاريخ مدينة دمشق 224:14 و انظر تاريخ الخلفاء: 207) وعدّ المسعودي منهم في (مروج الذهب، 71:3) إثني عشر شهيداً، و ذکر سبط بن الجوزي في (تذکرة الخواص: 230) أنّ عددهم تسعة عشر کلّهم من نسل فاطمة، أي فاطمة بنت أسد (ع) کما بيّنا قبل ذلک، و ذکرت مصادر أخري أنّ عددهم واحد و عشرون رجلاً (راجع: کفاية الطالب: 298، و انظر درر السمطين:218، و تاريخ العلماء وفياتهم: 172:1)، و قال أبوالفرج الإصبهاني: «فجميع من قتل يوم الطفّ من ولد أبي طالب سوي من يختلف في أمره إثنان و عشرون رجلاً» (مقاتل الطالبين: 98) و هناک أيضاً أعداد أخري بين ذلک ذکرتها بعض المصادر الأخري (راجع: حياة الإمام الحسين بن علي (ع) 3: 310-311).