بازگشت

عبدالله بن عمير الكلبي


قال المحقّق السماوي (ره): (هو عبداللّه بن عمير بن عبّاس بن عبدقيس بن عُلَيْم بن جناب، الكلبي العُلَيمي، أبووهب.

كان عبداللّه بن عمير بطلاً شجاعاً شريفاً،نزل الكوفة واتّخذ عند بئر الجعد من همدان داراً، فنزلها ومعه زوجته أمُّ وهب بنت عبد من بني النمر بن قاسط.

قال أبومخنف: فراءي القوم بالنخيلة يُعرضون ليسرّحوا إلي الحسين (ع)، فساءل عنهم، فقيل له: يُسرّحون إلي الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه!

فقال: واللّه، لقد كنت علي جهاد أهل الشرك حريصاً، وإنّي لارجو اءلاّ يكون


جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيّهم أيسر ثواباً عنداللّه من ثوابه إيّاي في جهاد المشركين!

فدخل إلي امراءته فاءخبرها بما سمع، واءعلمها بما يُريد، فقالت له: أصبتَ أصاب اللّه بك أرشد أمورك، إفعل واءخرجني معك!

قال: فخرج بها ليلاً حتّي أتي حُسيناً فاءقام معه.

فلمّا دنا عمر بن سعد و رمي بسهم فارتمي الناس، خرج يسارمولي زياد، وسالم مولي عبيداللّه، فقالا: من يبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم!

فوثب حبيب وبرير، فقال لهما الحسين: أجلسا!

فقام عبداللّه بن عمير فقال: أباعبداللّه! رحمك اللّه إئذن لي لاخرج إليهما! فراءي الحسين رجلاً آدم، طوالاً، شديد الساعدين،بعيد ما بين المنكبين!

فقال الحسين: إنّي لاحسبه للاقران قتّالاً! أُخرجْ إنْ شئت.

فخرج إليهما، فقالا له: من أنت!؟ فانتسب لهما فقالا: لانعرفك،ليخرج إلينا زهيرٌ أوحبيب أو برير!

ويسارُ مستنتل أمام سالم، فقال له عبداللّه: يا ابن الزانية! وبك رغبة عن مبارزة أحدٍ من الناس!؟ أَوَ يخرج إليك أحدٌ من الناس إلاّ وهو خير منك!

ثمَّ شدّ عليه فضربه بسيفه حتّي برد، فإنه لمشتغل يضربه بسيفه إذ شدّ عليه سالم، فصاح به أصحابه: قد رهقك العبد. فلم ياءبه له حتّي غشيه فبدره بضربة فاتّقاها عبداللّه بيده اليسري فاءطار أصابع كفّه اليسري، ثمَّ مال عليه فضربه حتّي قتله، واءقبل إلي الحسين (ع) يرتجز اءمامه وقد قتلهما جميعاً فيقول:



إنْ تُنكروني فاءنا ابن كلب

حسبي ببيتي في عُلَيْمٍ حسبي






إنّي امرؤٌ ذو مِرّة وعصبِ

ولستُ بالخوّار عند النكب



إنّي زعيمٌ لكِ أمَّ وهبِ

بالطعن فيهم مقدماً والضرب



قال: فاءخذت أمُّ وهب إمراءته عموداً، ثمَّ أقبلت نحو زوجها تقول: فداك أبي واءمّي! قاتل دون الطيبين ذريّة محمّد(ع). فاءقبل إليها يردّها نحو النساء، فاءخذت تجاذب ثوبه و تقول: إني لن أدعك دون أن أموت معك. (وإنّ يمينه سدكت علي السيف ويساره مقطوعة أصابعها فلايستطيع ردّ امراءته)، فجاء إليها الحسين (ع) وقال: جُزيتم من أهل بيتٍ خيراً! إرجعي رحمك اللّه إلي النساء فاجلسي معهنّ فإنّه ليس علي النساءقتال. فانصرفت إليهنّ.. وقاتل الكلبي وكان في الميسرة قتال ذي لبدٍ! وقتل من القوم رجالاً،فحمل عليه هاني بن ثُبيت الحضرمي، وبكير بن حيّ التيمي من تيم اللّه بن ثعلبة فقتلاه... وانجلت الغبرة فخرجت إمراءة الكلبي تمشي إلي زوجها حتّي جلست عند راءسه تمسح التراب عنه و تقول: هنيئاً لك الجنّة! أساءل اللّه الذي رزقك الجنّة أن يصحبني معك!

فقال شمر لغلامه رستم: إضرب راءسها بالعمود!

فضرب راءسها فشدخه فماتت مكانها.). [1] .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة: (السلام علي عبداللّه بن عمير الكلبي). [2] .


پاورقي

[1] إبصار العين: 179-181؛ وانظر: وسيلة الدارين: 168 170، رقم 98.

[2] البحار، 101: 272.