بازگشت

حبيب بن مظاهر يستنفر حيا من بني اسد لنصرة الامام


(حبيب بن مظهّر (مظاهر)، أبوالقاسم الاسديّ الفقعسي: مضت له ترجمة موجزة في الجزء الثاني: 333؛ وستأتي له ترجمة مفصّلة في آخر هذا الفصل) في المقتل للخوارزمي: (قال: والتأمت العساكر عند عمر لستّة أيّام مضين من محرّم، فلمّا رأي ذلك حبيب بن مظاهر الاسدي جاء إلي الحسين فقال له: يا ابن رسول اللّه! إنّ هاهنا حيّاً من بني أسد قريباً منّا، أفتأذن لي بالمصير إليهم الليلة أدعوهم إلي نصرتك، فعسي اللّه أن يدفع بهم عنك بعض ما تكره؟

فقال له الحسين: قد أذنت لك!

فخرج إليهم حبيب من معسكر الحسين في جوف الليل متنكّراً، حتي صار إليهم فحيّاهم وحيّوه وعرفوه.

فقالوا له: ما حاجتك يا ابن عمّ؟


قال: حاجتي إليكم أني قد أتيتكم بخير ما أتي به وافد إلي قوم قط! أتيتكم أدعوكم إلي نصرة ابن بنت نبيّكم، فإنّه في عصابة من المؤمنين، الرجل منهم خيرٌ من ألف رجل! لن يخذلوه ولن يُسلموه وفيهم عين تطرف! وهذا عمر بن سعد قد أحاط به في إثنين وعشرين ألفاً! وأنتم قومي وعشيرتي وقد أتيتكم بهذه النصيحة، فأطيعوني اليوم تنالوا شرف الدنيا وحسن ثواب الاخرة، فإنّي أُقسم باللّه لايُقتل منكم رجل مع ابن بنت رسول اللّه صابراً محتسباً إلاّ كان رفيق محمّد(ع) في أعلي علّيين.

فقام رجلٌ من بني أسد يُقال له عبداللّه بن بشرفقال: أنا أوّل من يجيب إلي هذه الدعوة، ثمّ جعل يرتجز ويقول:



قد علِمَ القوم اذا تناكلوا

و أحجم الفرسان إذ تناضلوا



أنّي الشجاع البطل المقاتل

كأنني ليثُ عرينٍ باسلُ



ثمّ بادر رجال الحيّ إلي حبيب، و أجابوه فالتأم منهم تسعون رجلاً وجاءوا مع حبيب يريدون الحسين، فخرج رجل من الحيّ، يُقال: فلان بن عمرو حتّي صار إلي عمر بن سعد في جوف الليل، فأخبره بذلك، فدعا عمر برجلٍ من أصحابه يقال له (الازرق بن الحرث الصدائي) فضمّ إليه أربعمائة فارس، ووجّه به إلي حيّ بني أسد مع ذلك الذي جاء بالخبر،فبينا أولئك القوم من بني أسد قد أقبلوا في جوف الليل مع حبيب يريدون عسكر الحسين اذ استقبلتهم خيل ابن سعد علي شاطيء الفرات، وكان بينهم وبين معسكر الحسين اليسير، فتناوش الفريقان واقتتلوا، فصاح حبيب بالازرق بن الحرث: مالك ولنا!؟ إنصرف عنّا! يا ويلك دعنا واشقَ بغيرنا!

فأبي الازرق، وعلمت بنو أسد أن لاطاقة لهم بخيل ابن سعد فانهزموا راجعين إلي حيّهم! ثمَّ تحمّلوا في جوف الليل خوفاً من ابن سعد أن يكبسهم،


ورجع حبيب إلي الحسين فأخبره، فقال: لاحول ولاقوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم!). [1] .


پاورقي

[1] مقتل الحسين (ع)؛ للخوارزمي، 1:345-346 عن الفتوح، 5:159 162 بتفاوت، وقد اخترنا نصّ الخوارزمي لانه خال من الاضطراب، وفي الفتوح: (واقتتلوا قتالاً شديداً)، وانظر:البحار، 44: 387 في نقله عن کتاب السيّد محمّد بن أبي طالب.

وروي البلاذري هذه الواقعة أيضاً في کتابه أنساب الاشراف،3:388، ونصه: (وقال حبيب بن مظهر للحسين: إنّ هاهنا حيّاً من بني أسد أعراباً ينزلون النهرين، وليس بيننا وبينهم إلاّ رَوْحَة!أفتأذن لي في إتيانهم ودعائهم لعلّ اللّه أن يجرّ بهم إليک نفعاً أو يدفع عنک مکروها. فأذن له في ذلک، فأتاهم فقال لهم: إنّي أدعوکم إلي شرف الاخرة وفضلها وجسيم ثوابها! أنا أدعوکم إلي نصر ابن بنت نبيّکم فقد أصبح مظلوماً! دعاه أهل الکوفة لينصروه فلمّا أتاهم خذلوه وعدوا عليه ليقتلوه! فخرج معه منهم سبعون، وأتي عمر بن سعد رجل ممّن هناک يُقال له (جبلة بن عمرو) فأخبره خبرهم، فوجّه أزرق بن الحارث الصيداوي، فيخيل فحالوا بينهم وبين الحسين! ورجع إبن مظهر إلي الحسين فأخبره الخبر فقال: الحمدُ للّه کثيرا!).