بازگشت

رسل عمر بن سعد الي الامام


قال الطبري: (فبعث عمر بن سعد إلي الحسين (ع) عزرة بن قيس الاحمسي، [1] فقال: إئتهِ فَسَلْهُ ما الذي جاء به، وماذا يريد؟ وكان عزرة ممّن كتب إلي الحسين، فاستحيا منه أن يأتيه!

قال فعرض ذلك علي الرؤساء الذين كاتبوه، فكلّهم أبي وكرهه!

قال وقام إليه كثير بن عبداللّه الشعبيّ، وكان فارساً شجاعاً ليس يردّ وجهه شيء، فقال: أنا أذهب إليه، واللّه لئن شئتَ لافتكنَّ به!


فقال له عمر بن سعد: ما أريد أن يُفتك به! ولكن ائته فسله ما الذي جاء به؟

قال فأقبل إليه، فلمّا رآه أبوثمامة الصائدي [2] قال للحسين: أصلحك اللّه أبا عبداللّه، قد جاءك شرّ أهل الارض، وأجرأه علي دم، وأفتكه! فقام إليه فقال: ضَعْ سيفك!

قال: لاواللّه ولاكرامة، انّما أنا رسول، فإنْ سمعتم منّي أبلغتكم ما أُرسلت به إليكم، وانْ أبيتم انصرفت عنكم.

فقال له: فإنّي آخذٌ بقائم سيفك، ثم تكلّمْ بحاجتك.

قال: لاواللّه لاتمسّه!

فقال له: أخبرني ما جئت به وأنا أبلّغه عنك، ولا أدعك تدنو منه فإنّك فاجر!

فاستبّا، ثمّ انصرف إلي عمر بن سعد فأخبره الخبر، فدعا عمر قُرّةَ بن قيس الحنظلي، فقال له: ويحك يا قُرّة! إلقَ حسيناً فسله ما جاء به وماذا يريد؟

قال فأتاه قُرّة بن قيس، فلمّا رآه الحسين مقبلاً قال: أتعرفون هذا؟

فقال حبيب بن مظاهر: نعم، هذا رجل من حنظلة تميميُّ، وهو ابن أختنا ولقد كنتُ أعرفه بحسن الرأي، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد!

قال فجاء حتّي سلّم علي الحسين، و أبلغه رسالة عمر بن سعد إليه له.

فقال الحسين (ع): كتب إليَّ أهل مصركم هذا أن اقدم، فأمّا إذكرهوني فأنا أنصرف عنهم.

قال ثمَّ قال له حبيب بن مظاهر: ويحك يا قُرّة بن قيس! أَنّي ترجع إلي القوم


الظالمين!؟ أنصر هذا الرجل الذي بآبائه أيّدك اللّه بالكرامة وإيّانا معك!

فقال له قُرَّة: أرجع إلي صاحبي بجواب رسالته، و أري رأيي! [3] .

قال فانصرف إلي عمر بن سعد فأخبره الخبر، فقال له عمر بن سعد: إنّي لارجو أن يعافيني اللّه من حربه وقتاله!!.). [4] .


پاورقي

[1] عزرة بن قيس الاحمسي: مرّت بنا ترجمة له في الجزء الثاني: 342 -343.

[2] مضت ترجمة أبي ثمامة الصائدي (رض) في آخرالفصل الثالث من فصول مقطع (وقائع الطريق من مکّة إلي کربلاء).

[3] قُرّة بن قيس هذا کما وصفه حبيب (رض) کان ممّن يعرف أحقيّة أهل البيت (ع) بالامر، لکنّه ممّن طغي عليهم مرض الشلل النفسي والروحي وتفشي فيهم مرض حبّ الدنيا، فأصرّ علي خذلان الحقّ ونصرة الباطل، بل أصرَّ علي قتل الحقّ فاشترک في جيش الباطل لقتل الامام (ع)، ثمَّ لم يزل ينصرالباطل، حتي کان علي رأس مائة رجل من الازد بعثهم مسعود بن عمرو الازدي لحماية عبيداللّه بن زياد لعنه اللّه عند ما هرب من البصرة إلي الشام. (راجع: الجزء الثاني من هذه الدراسة: 34)، ولقد کان الحرّ بن يزيد الرياحي (رض) يعرف أنّ قُرَّة هذا لاينصر الحقّ، فلم يُطلعه يوم عاشوراء وکان إلي جانبه علي نيّته في الالتحاق بالامام الحسين (ع) والانضمام إليه، فأبعده عنه قائلاً له:هل سقيتَ فرسک اليوم؟ قال: لا، قال:فهل تريد أن تسقيه؟ فظنّ قُرّة من ذلک أنّه يريد الاعتزال ويکره أن يشاهده فترکه! ولقد کذب قُرَّة بعد ذلک حين قال: واللّه لو أن الحرّ أطلعني علي مراده لخرجت معه إلي الحسين! وذلک لانّ فرص التحوّل إلي الحقّ کانت مفتوحة أمامه حتي بعد التحاق الحرّ فلماذا لم يتحوّل إليه!؟.

[4] تاريخ الطبري، 4: 310-311.