بازگشت

من اليوم الثاني من المحرم سنة 61 ه‍ ق حتي فجر اليوم العاشر


نزل الركب الحسينيّ أرض كربلاء في الثاني من المحرّم سنة إحدي وستين للهجرة، وكان ذلك في يوم الخميس، علي ما هو المشهورالقويّ. [1] .


وروي أنّ فرس الامام الحسين (ع) عند وصوله أرض كربلاء وقفت ممتنعة عن الحركة فلم تنبعث خطوة واحدة،(فنزل عنها وركب أخري فلم تنبعث خطوة واحدة! ولم يزل يركب فرساً بعد فرس حتي ركب سبعة أفراس وهنّ علي هذه الحال! فلمّا رأي ذلك قال: يا قوم، ما اسم هذه الارض؟

قالوا: أرض الغاضرية.

قال: فهل لها إسم غير هذا؟

قالوا: تُسمّي نينوي.

قال: أَهَلْ لها إسم غير هذا؟

قالوا: شاطيء الفرات.

قال: أَهَلْ لها إسم غير هذا؟

قالوا: تسمّي كربلاء!

فعند ذلك تنفّس الصعداء! وقال: أرض كرب وبلاء! ثمّ قال: إنزلوا، هاهنا مناخ ركابنا، هاهنا تُسفك دماؤنا، هاهنا واللّه تُهتك حريمنا، هاهنا واللّه تُقتل رجالنا، هاهنا واللّه تُذبح أطفالنا،هاهنا واللّه تُزار قبورنا، وبهذه التربة وعدني جدّيرسول اللّه (ع)، ولاخُلف لقوله. ثمّ نزل عن فرسه!). [2] .

وفي رواية: (ثمّ قال الحسين: ما يُقال لهذه الارض؟

فقالوا: كربلاء ويُقال لها أرض نينوي قرية بها.

فبكي وقال: كرب وبلاء! أخبرتني أمّ سلمة قالت: كان جبرئيل عند رسول اللّه (ع)


وأنت معي، فبكيتَ،فقال رسول اللّه (ع): دعي ابني. فتركتك، فأخذك و وضعك في حجره، فقال جبرئيل: أتحبّه؟ قال: نعم.قال: فإنّ أُمّتك ستقتله! قال: وإنْ شئتَ أنْ أُريك تربة أرضه التي يُقتل فيها. قال: نعم. قالت: فبسط جبرئيل جناحه علي أرض كربلاء فأراه إيّاها.). [3] .

(فلمّا قيل للحسين هذه أرض كربلا شمّها (وفي رواية: قبض منها قبضة فشمّها) وقال: هذه واللّه هي الارض التي أخبربها جبرئيل رسول اللّه، و أنّني أُقتل فيها!). [4] .

وفي رواية ابن أعثم الكوفي أنّ الامام (ع) لمّا نزل كربلاء (أقبل إلي أصحابه فقال لهم: أهذه كربلاء؟

قالوا: نعم.

فقال الحسين لاصحابه: إنزلوا، هذا موضع كرب وبلاء، هاهنا مناخ ركابنا، ومحطّ رحالنا، وسفك دمائنا!

قال فنزل القوم، وحطّوا الاثقال ناحية من الفرات، وضُربت خيمة الحسين لاهله وبنيه، وضرب عشيرته خيامهم منحول خيمته.). [5] .

وفي رواية السيّد ابن طاووس (ره): (فلمّا وصلها قال: ما اسم هذه الارض؟ فقيل: كربلاء.

فقال (ع): أللّهمّ إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء! ثمّ قال: هذا موضع كرب وبلاء إنزلوا، هاهنا محطّ رحالنا ومسفك دمائنا، وهنا محلّ قبورنا! بهذا حدّثني جدي رسول اللّه (ع)! فنزلوا جميعاً.). [6] .


و أقبل الحرُّ بن يزيد حتّي نزل حذاء الحسين (ع) في ألف فارس ثمّ كتب إلي عبيداللّه بن زياد يخبره أنّ الحسين (ع) نزل بأرض كربلاء. [7] .


پاورقي

[1] ذهب إلي ذلک الطبريّ في تأريخه: 4:309، وابن الاثيرفي کامله: 3:282، والشيخ المفيد (ره) في الارشاد: 253،والبلاذري في أنساب الاشراف: 3:385 وغيرهم، ولم يخالف ذلک إلاّ الدينوري حيث قال: (ثمّ أمر الحسين بأثقاله فحطّت بذلک المکان يوم الاربعاء غرّة المحرّم من سنة إحدي وستين) (الاخبار الطوال: 253)، وکذلک ما ورد في المقتل المنسوب إلي أبي مخنف: (وساروا جميعاً إلي أن أتوا أرض ‍ کربلاء وذلک يوم الاربعاء) (مقتل الحسين (ع). لابي مخنف: 75 -76)، لکنّه لم يذکر تأريخ اليوم، وکذلک ما ورد من ترديد ابن أعثم الکوفي في يوم نزولهم کربلاء حيث قال: (حتي نزل کربلاء في يوم الاربعاء أو يوم الخميس وذلک في الثاني من المحرّم سنة إحدي وستين) (الفتوح:5:149)، وإذا علمنا أنّ يوم التروية الثامن من ذي الحجّة سنة 60 ه‍ کان يوم الثلاثاء حسب تصريح الامام الحسين (ع) نفسه (... وقد شخصتُ إليکم من مکّة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التروية..) (تاريخ الطبري: 4:297)، علي هذا فإنّ الاربعاء إمّا أن يکون غرّة المحرّم إذا کان شهر ذي الحجّة تسعة وعشرين يوماً، أو يکون الاربعاء هو اليوم الثلاثين من شهر ذي الحجّة إذا کان هذا الشهر ثلاثين يوماً، وعلي ضوء هذا لايمکن أن يکون يوم الاربعاء هو اليوم الثاني من المحرّم حسب ترديد ابن أعثم الکوفي، فيسقط هذا الترديد، ولايبقي إلاّ الخميس هو اليوم الثاني من المحرّم تلکم السنّة.

قال المحدّث القمي (ره): (قد وقع الخلاف في يوم ورود الحسين (ع) إلي کربلاء، والاصحّ أنّه قدمها في اليوم الثاني من شهرالمحرم الحرام سنة إحدي وستين للهجرة) (منتهي الامال: 1:617).

[2] مقتل الحسين (ع)، لابي مخنف: 75 -76.

[3] تذکرة الخواص: 225.

[4] تذکرة الخواص: 225.

[5] الفتوح، 5:149.

[6] اللهوف: 35.

[7] راجع: الفتوح، 5:150.