بازگشت

رسول الاكرم و مصاب الحسين


كان رسول اللّه (ع) كلّما ذكر ما يجري علي الامام الحسين (ع) من المصائب الفادحة حزن واغتمّ وبكي وأبكي من حوله، منذ أن بشّرته الملائكة


بالحسين (ع)، ثمّ منذ اليوم الاوّل من حياة الامام الحسين (ع) إلي آخر أيّامه (ع)، والمأثورالمرويّ في هذا الصدد كثير متنوّع انتقينا منه نماذج علي سبيل المثال تبرّكاً، وهي:

1) روي ابن قولويه (ره) بسندٍ عن الامام أبي عبداللّه الصادق (ع) أنه قال: (أتي جبرئيل رسول اللّه فقال له: السلام عليك يا محمّد، ألا أُبشرّك بغلام تقتله أمّتك من بعدك؟

فقال: لاحاجة لي فيه.

قال: فانتهض إلي السماء، ثمّ عاد إليه الثانية فقال له مثل ذلك.

فقال: لا حاجة لي فيه.

فانعرج إلي السماء، ثمّ انقضّ إليه الثالثة فقال له مثل ذلك.

فقال: لا حاجة لي فيه.

فقال: إنّ ربّك جاعل الوصيّة في عقبه.

فقال: نعم.

ثمّ قام رسول اللّه (ع) فدخل علي فاطمة فقال لها: إنّ جبرئيل أتاني فبشّرني بغلام تقتله أمّتي من بعدي!

فقالت: لاحاجة لي فيه.

فقال لها: إنّ ربّي جاعلا لوصيّة في عقبه.

فقالت: نعم إذن.

قال فأنزل اللّه تعالي عند ذلك هذه الاية: (حملته أمّه كُرهاً ووضعته كُرهاً) لموضع إعلام جبرئيل إيّاها بقتله، (فحملته كرهاً) بأنّه مقتول، و(ووضعته كرهاً) لانّه مقتول.). [1] .


2) وروي ابن قولويه (ره) أيضاً بسندٍ عن الامام الصادق (ع) أنّه قال: (لمّا حملت فاطمة بالحسين (ع) جاء جبرئيل إلي رسول اللّه فقال: إنّ فاطمة ستلد ولداً تقتله أمّتك من بعدك. فلمّا حملت فاطمة الحسين كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه.

ثمّ قال أبوعبداللّه (ع): هل رأيتم في الدنيا أُمّاً تلد غُلاماً فتكرهه!؟ ولكنها كرهته لانها علمت أنّه سيُقتل.

قال: وفيه نزلت هذه الاية: (ووصّينا الانسان بوالديه حُسناً،حملته أُمُّه كُرهاً ووضعته كُرهاً وحمله وفصاله ثلاث ونشهراً). [2] [3] .

3) قال الشيخ ابن نما(ره): (وقد روي عن زوجة العبّاس بن عبدالمطّلب وهي أمُّ الفضل (لبابة بنت الحارث) قالت: رأيت في النوم قبل مولده كأنّ قطعة من لحم رسول اللّه (ع) قُطعت ووضعت في حجري، فقصصت الرؤيا علي رسول اللّه (ع) فقال: إن صدقت رؤياك فإنّ فاطمة ستلد غلاماً وأدفعه إليك لترضعيه. [4] .

فجري الامر علي ذلك، فجئت به يوماً فوضعته في حجره فبال، فقطرت منه قطرة علي ثوبه (ع)، فقرصته فبكي.

فقال كالمغضَب: مهلاً يا أمّ الفضل، فهذا ثوبي يُغسل، وقد أوجعتِ إبني! قالت فتركته ومضيت لاتيه بماء، فجئت فوجدته (ع) يبكي، فقلت: ممّ بكاؤك يا رسول اللّه؟ فقال: إنّ جبرئيل أتاني فأخبرني أنّ أمّتي تقتل ولدي هذا!). [5] .


4) وأخرج الشيخ الطوسي (ره) بسند عن الامام عليّ بن الحسين (ع) قال: (حدثتني أسماء بنت عميس الخثعمية قالت: قبلتُ جدّتك فاطمة بنت رسول اللّه (ع) بالحسن والحسين (ع). قالت: فلمّا ولدت الحسن (ع) جاء النبيّ (ع) فقال: يا أسماء هاتي ابني. قالت: فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمي بها وقال: ألم أعهد إليكنّ ألاّ تلفّوا المولود في خرقة صفراء!؟

ودعا بخرقة بيضاء فلفّه فيها، ثمّ أذنّ في أُذنه اليمني، وأقام في أُذنه اليسري، وقال لعليّ (ع): بمَ سمّيتَ إبنك هذا؟ قال: ما كنت لاسبقك باسمه يا رسول اللّه. قال: وأنا ما كنت لاسبق ربّي عزّ وجلّ.

قال فهبط جبرئيل فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يقرأ عليك السلام ويقول لك: يا محمّد، عليُّ منك بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدك، فسمِّ إبنك باسم ابن هارون. قال النبيّ (ع): يا جبرئيل، وما اسم ابن هارون؟ قال: جبرئيل: شُبّر. قال: وما شُبّر؟ قال: الحسن. قالت أسماء: فسمّاه الحسن.

قالت أسماء: فلمّا ولدت فاطمة الحسين (ع) نفّستها به، فجاءني النبيّ(ص) قال: هلمّي إبني يا أسماء. فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن (ع)، قالت: وبكي رسول اللّه (ص) ثمّ قال: إنّه سيكون لك حديث! أللّهمّ العن قاتله، لا تُعلمي فاطمة بذلك.

قالت: فلمّا كان يومه سابعه جاءني النبيّ(ص) فقال: هلمّي إبني.

فأتيته به، ففعل به كما فعل بالحسن (ع)، وعقّ عنه كما عقّ عن الحسن كبشاً أملح، وأعطي القابلة رِجلاً، وحلق رأسه، وتصدّق بوزن الشعر وَرِقاً، [6] وخلّق رأسه بالخَلُوق، [7]


وقال: إنّ الدّم من فعل الجاهليّة. قالت: ثمّ وضعه في حجره، ثمّ قال: يا أباعبداللّه، عزيزٌ عليَّ! ثمّ بكي. فقلت: بأبي أنت وأمّي، فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الاوّل، فما هو؟ فقال: أبكي علي إبني هذا، تقتله فئة باغية كافرة من بني أميّة، لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامه، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر باللّه العظيم. ثمّ قال: أللّهمّ إنّي أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريّته، أللّهمّ أَحبهما، وأحبَّ من يُحبّهما، والعن من يبغضهما ملء السماء والارض.). [8] .

5) وروي فرات الكوفي (ره) عن جعفر بن محمّد الفزاري معنعناً، عن الامام الصادق (ع) قال: (كان الحسين مع أُمّه تحمله، فاءخذه النبيّ (ع) وقال: لعن اللّه قاتلك، ولعن اللّه سالبك، و أهلك اللّه المتوازرين عليك، وحكم اللّه بيني وبين من أعان عليك.

قالت فاطمة الزهراء: يا أبتِ! أيّ شيء تقول؟

قال: يا بنتاه، ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الاذي والظلم والغدر والبغي، وهو يومئذٍ في عصبة كأنّهم نجوم السماء يتهادون إلي القتل، وكأنّي أنظر إلي معسكرهم، وإلي موضع رحالهم وتربتهم!

قالت: يا أبه! وأين هذا الموضع الذي تصف؟

قال: موضع يقال له كربلاء، وهي دار كرب وبلاء علينا وعلي الامة (الائمة) يخرج عليهم شرار أمّتي، لو أنّ أحدهم شفع له من في السموات والارضين ما شفّعوا فيه، وهم المخلّدون في النار!

قالت: يا أبه! فيُقتلُ!؟

قال: نعم يا بنتاه! وما قُتل قتلته أحدٌ كان قبله، ويبكيه السموات والارضون، والملائكة، والوحش، والنباتات،والبحار، والجبال، ولو يؤذن لها ما بقي علي الارض


متنفّس،ويأتيه قوم من محبّينا ليس في الارض أعلم باللّه ولا أقوم بحقّنا منهم، وليس علي ظهر الارض أحد يلتفت إليه غيرهم،أولئك مصابيح في ظلمات الجور، وهم الشفعاء، وهم واردون حوضي غداً، أعرفهم إذا وردوا عليَّ بسيماهم، وكلُّ أهل دين يطلبون أئمّتهم، وهم يطلبوننا لايطلبون غيرنا، وهم قُّوام الارض، وبهم ينزل الغيث.

فقالت فاطمة الزهراء(ع): يا أبه! إنّا للّه! وبكت.

فقال لها: يا بنتاه! إنّ أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا، بذلوا أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقّاً، فما عند اللّه خير من الدنيا وما فيها، قتلة أهون من ميتة، ومن كُتب عليه القتل خرج إلي مضجعه، ومن لم يُقتل فسوف يموت.

يا فاطمة بنت محمّد! أما تحبّين أن تأمرين غداً بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟ أما ترضين أن يكون إبنك من حملة العرش؟ أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟

أما ترضين أن يكون بعلُك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه؟ أما ترضين أن يكون بعلُك قسيم النار! يأمر النار فتطيعه! يُخرج منها من يشاء ويترك من يشاء!

أما ترضين أن تنظرين إلي الملائكة علي أرجاء السماء ينظرون إليك وإلي ما تأمرين به، وينظرون إلي بعلك قد حضرالخلائق وهو يخاصمهم عند اللّه، فما ترين اللّه صانع بقاتل ولدك وقاتليك وقاتل بعلك إذا أفلجت حجّته علي الخلائق وأمرت النار أن تطيعه؟

أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك، و يأسف عليه كلّ شيء؟ أما ترضين أن يكون من أتاه زائراً في ضمان اللّه، ويكون من أتاه بمنزلة من حجّ إلي بيت اللّه واعتمر، ولم يخل من الرحمة طرفة عين، وإذا مات مات شهيداً، وإنْ بقي لم تزل الحفظة تدعوا له ما بقي،


ولم يزل في حفظ اللّه وأمنه حتي يفارق الدنيا؟

قالت: يا أبه، سلّمتُ، ورضيتُ، وتوكّلت علي اللّه.

فمسح علي قلبها ومسح عينيها، وقال: إنّي وبعلك وأنت وإبنيك في مكان تقرّ عيناك ويفرح قلبك.). [9] .

6) وروي الشيخ ابن نما (ره) قائلاً: (وعن عبداللّه بن يحيي قال: دخلنا مع عليّ (ع) إلي صفّين، فلمّا حاذي نينوي نادي: صبراً أبا عبداللّه، فقال: دخلت علي رسول اللّه (ع) وعيناه تفيضان!

فقلت: بأبي أنت وأمّي يا رسول اللّه، مالعينيك تفيضان؟ أغضبك أحد؟

قال: لا، بل كان عندي جبرئيل فأخبرني أنّ الحسين يُقتل بشاطيء الفرات، فقال: هل لك أن أشمّك من تربته؟ قلت: نعم. فمدَّ يده فأخذ قبضة من تراب وأعطانيها، فلم أملك عينيَّ أن فاضتا، وإسم الارض كربلاء.

فلمّا أتت عليه سنتان خرج النبيّ (ع) (مع سفر) إلي سفر فوقف في بعض الطريق واسترجع ودمعت عيناه!فسئل عن ذلك.

فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشطّ الفرات يُقال لها كربلاء يُقتل فيها ولدي الحسين.

فقيل: ومن يقتله!؟

قال: رجل يقال له يزيد، كأنّي أنظر إليه وإلي مصرعه ومدفنه بها، وكأنّي أنظر علي أقتاب المطايا وقد أُهدي رأس ولدي الحسين إلي يزيد لعنه اللّه، فواللّه ما ينظر أحد إلي رأس الحسين ويفرح إلاّ خالف اللّه بين قلبه ولسانه، وعذّبه اللّه عذاباً أليما.


ثمّ رجع النبيّ من سفره مغموماً مهموماً كئيباً حزيناً، فصعد المنبروأصعد معه الحسن والحسين، وخطب ووعظ الناس، فلمّا فرغ من خطبته وضع يده اليمني علي رأس الحسن ويده اليسري علي رأس الحسين، ورفع رأسه إلي السماء وقال:

أللّهمّ إنّ محمّداً عبدك ورسولك ونبيّك، وهذان أطائب عترتي وخيارذرّيتي وأرومتي، ومن أخلّفهما في أمّتي، وقد أخبرني جبرئيل أنّ ولدي هذا مقتول بالسم، والاخر شهيد مضرّج بالدم،أللّهمّ فبارك له في قتله، واجعله من سادات الشهداء، أللّهمّ ولاتبارك في قاتله وخاذله، وأصلِهِ حرَّ نارك واحشره في أسفل درك الجحيم.

قال فضجّ الناس بالبكاء والعويل!

فقال النبيّ(ع): أأتبكون ولاتنصرونه!؟ أَللّهمّ فكن أنت له وليّاً وناصراً.

ثم قال: ياقوم، إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللّه، وعترتي وأرومتي ومزاج مائي، وثمرة فؤادي، ومهجتي، لن يفترقا حتّي يردا عليَّ الحوض، ألا وإنّي لا أسألكم في ذلك إلاّ ما أمرني ربّي أن أسألكم عنه، أسألكم عن المودّة في القربي، واحذروا أن تلقوني غداً علي الحوض وقد آذيتم عترتي وقتلتم أهل بيتي وظلمتموهم.

ألا إنّه سيرد عليَّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الامّة:

الاولي: راية سوداء مظلمة قد فزعت منها الملائكة، فتقف عليَّ فأقول لهم: من أنتم؟ فينسون ذكري! ويقولون: نحن أهل التوحيد من العرب. فأقول لهم: أنا أحمد نبيّ العرب والعجم. فيقولون: نحن من أمّتك.فأقول: كيف خلفتموني من بعدي في أهل بيتي وعترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون: أمّا الكتاب فضيّعناه! وأمّا العترة فحرصنا أن نبيدهم عن جديد الارض. فلمّا أسمع ذلك منهم أعرض عنهم وجهي، فيصدرون عطاشاً مسوّدة وجوههم.

ثمّ ترد عليَّ راية أخري أشدّ سواداً من الاولي،فأقول لهم: كيف خلفتموني من بعدي في الثقلين كتاب اللّه وعترتي؟


فيقولون: أمّا الاكبر فخالفناه! وأمّا الاصغر فمزّقناهم كل ممزّق! فأقول: إليكم عني. فيصدرون عطاشاً مسوّدة وجوههم.

ثمّ ترد عليَّ راية تلمع وجوههم نوراً فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوي من أمّة محمّد المصطفي، ونحن بقيّة أهل الحق، حملنا كتاب ربّنا، وحلّلنا حلاله، وحرّمنا حرامه، وأحببنا ذريّة نبيّنا محمّد، ونصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم من ناواهم. فأقول لهم: أبشروا، فأنا نبيّكم محمّد، ولقد كنتم في الدنيا كما قلتم، ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون مروييّن مستبشرين، ثم يدخلون الجنّة خالدين فيها أبد الابدين.). [10] .

7) روي الشيخ الصدوق (ره) بسند عن ابن عباس قال: (إنّ رسول اللّه (ع) كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن (ع)، فلّما رآه بكي! ثمّ قال: إلي أين يا بُنيّ؟ فما زال يدنيه حتّي أجلسه علي فخذه اليمني.

ثمّ أقبل الحسين (ع)، فلمّا رآه بكي! ثم قال: إلي أين يا بُنيّ؟ فما زال يُدينه حتي أجلسه علي فخذه اليسري.

ثمَّ أقبلت فاطمة (ع)، فلمّا رآها بكي! ثمّ قال: إليَّ إليَّ يا بُنيّة. فأجلسها بين يديه، ثمّ أقبل أميرالمؤمنين عليّ (ع)، فلمّا رآه بكي! ثمّ قال: إليَّ يا أخي. فما زال يُدنيه حتّي أجلسه إلي جنبه الايمن.

فقال له أصحابه: يا رسول اللّه، ما تري واحداً من هؤلاء إلاّ بكيت! أَوَ ما فيهم مَن تُسَرُّ برؤيته!؟


فقال (ع): والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني علي جميع البريّة، إني وإيّاهم لاكرم الخلق علي اللّه عزّ وجلّ، وما علي وجه الارض ‍نسمة أحبّ إليَّ منهم، أمّا عليّ بن أبي طالب (ع)... وأمّا الحسين فإنّه منّي، وهو ابني وولدي وخير الخلق بعد أخيه، وهو إمام المسلمين، ومولي المؤمنين، وخليفة ربّ العالمين، وغياث المستغيثين،وكهف المستجيرين، وحجّة اللّه علي خلقه أجمعين، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وباب نجاة الامّة، أمره أمري، وطاعته طاعتي، من تبعه فإنّه مني، ومن عصاه فليس منّي، وإنّي لمّا رأيته تذكّرت ما يُصنع به بعدي، كأنّي به وقد استجار بحرمي وقربي فلا يُجار! فأضمّه في منامه إلي صدري، وآمره بالرحلة عن دارهجرتي، وأبشّره بالشهادة فيرتحل عنها إلي أرض مقتله وموضع مصرعه أرض كرب وبلاء، وقتل وفناء، تنصره عصابة من المسلمين، أولئك من سادة شهداء أمّتي يوم القيامة، كأنّي أنظر إليه وقد رُمي بسهمٍ فخرّ عن فرسه صريعاً، ثمّ يُذبح كما يُذبح الكبش ‍ مظلوماً.

ثم بكي رسول اللّه (ع)، وبكي من حوله، وارتفعت أصواتهم بالضجيج! ثمّ قام (ع) وهو يقول: أللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يلقي أهل بيتي بعدي! ثمّ دخل منزله.). [11] .

8) (وروي عن عبداللّه بن عبّاس (رض) أنه قال: لمّا اشتدّ برسول اللّه (ع) مرضه الذي مات فيه، وقد ضمَّ الحسين (ع) إلي صدره، يسيل من عرقه عليه، وهو يجود بنفسه ويقول: مالي وليزيد!؟ لابارك اللّه فيه، أَللّهمَّ العن يزيد.

ثمّ غشي عليه طويلاً، وأفاق وجعل يقبّل الحسين وعيناه تذرفان، ويقول: أما إنّ لي ولقاتلك مقاماً بين يدي اللّه عزّوجلّ.). [12] .



پاورقي

[1] کامل الزيارات: 54، باب 16، حديث رقم 3 / وانظر: حديث رقم 4.

[2] سورة الاحقاف: 15.

[3] کامل الزيارات: 54، باب 16، حديث رقم 2.

[4] روي عن الامام الصادق (ع) قوله: (ولم يرضع الحسين من فاطمة ولا من أُنثي، لکنّه کان يؤتي به النبيّ فيضع إبهامه في فيه فيمصُّ منها ما يکفيه اليومين والثلاثة، فنبت لحم الحسين (ع) من لحم رسول اللّه (ص)، ودمه من دمه..) (راجع:کامل الزيارات: 55، باب 16، حديث رقم 4).

[5] مثير الاحزان: 16-17.

[6] الوَرِق: الفضّة.

[7] الخَلُوق: ضرب من الطيّب، أعظم أجزائه الزعفران.

[8] أمالي الطوسي: 367 -368، المجلس 13، حديث 781 / 32.

[9] تفسير فرات الکوفي: 55 -56؛ وعنه البحار: 44:264 -265، رقم 22 / وانظر: کامل الزيارات: 67-68، باب 22، رقم2.

[10] راجع: مثير الاحزان: 18 -20؛ وبحار الانوار: 44:247-249 وروي بعضه ابن أبي شيبة في مصنّفه: 15:98 رقم19214، وأحمد في مسنده: 1:85.

[11] أمالي الشيخ الصدوق: 99 -101، المجلس 24، رقم 2.

[12] مثير الاحزان: 22.