بازگشت

سعيد بن عبدالله الحنفي


ولم نعثر في كتب التواريخ والتراجم حسب متابعتنا أيضاً علي مكان إلتحاق هذا الشهيد بالامام عليه السلام إلاّ ما ذكره المحقّق السماوي (ره) بقوله: (ثمَّ بعثه مسلم بكتاب إلي الحسين، فبقي مع الحسين حتّي قُتل معه)، [1] ولايُعلم من هذه العبارة متي بعثه مسلم عليه السلام، أكان ذلك قبل بعثه عابس بن أبي شبيب الشاكري (رض) أم بعده بقليل أو كثير؟ ولذا فالاقوي أنّه التحق بالامام عليه السلام في مكّة، لكنّ الاحتمال باقٍ في أنّ إلتحاقه بالامام عليه السلام ربّما كان في الطريق بعد خروج الامام عليه السلام من مكّة.

وهذا الشهيد (رض) من أفاضل شهداء الطفّ، وقد مرّت بنا ترجمته في الجزء الثاني من هذه الدراسة. [2] .

ويكفيه فضلاً وشرفاً فضلاً عن شرف الشهادة ما ورد في حقّه من سلام مفصّل وثناء عاطر في زيارة الناحية المقدّسة:

(السلام علي سعد بن عبداللّه الحنفي القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف: لاواللّه، لانخلّيك حتي يعلم اللّه أنّا قد حفظنا غيبة رسول اللّه (ص) فيك، واللّه لو أعلم أنّي أُقتل ثمَّ أُحيي ثمّ أُحرقُ ثمّ أُذري، ويفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك حتّي أَلقي حمامي


دونك! وكيف أفعل ذلك وإنّما هي موتة أو هي قتلة واحدة!؟ ثمّ بعدها الكرامة التي لاانقضاء لها أبداً!

فقد لقيت حمامك وواسيت إمامك، ولقيت من اللّه الكرامة في دار المقامة، حشرنا اللّه معكم في المستشهدين! ورزقنا مرافقتكم في أعلي عليين.). [3] .


پاورقي

[1] إبصار العين:217.

[2] الجزء الثاني: (الإمام الحسين عليه السلام في مکة المکرمة): 41.

[3] البحار 45:70 و 101:272.