بازگشت

انضمام زهير بن القين إلي الركب الحسيني


قال الدينوري: (ثُمَّ سار حتّي انتهي إلي زَرود، فنظر إلي فسطاط مضروب، فسأل عنه، فقيل له: هو لزهير بن القين. وكان حاجّاً أقبل من مكّة يريد الكوفة، فأرسل إليه الحسين: أَنْ الْقَني أُكَلِّمْكَ.

فأبي أن يلقاهُ! وكانت مع زهير زوجته، فقالت له: سبحان اللّه! يبعث إليك ابن رسول اللّه (ص) فلاتجيبه!؟

فقام يمشي إلي الحسين عليه السلام، فلم يلبثْ أن انصرف وقد أشرق وجهه! فأمر بفسطاطه فقُلِعَ، وضُرب إلي لزِق فسطاط الحسين!

ثُمّ قال لامرأته: أنتِ طالق! فتقدّمي مع أخيكِ حتّي تصلي إلي منزلك، فإنّي قد وطّنتُ نفسي علي الموت مع الحسين عليه السلام!

ثم قال لمن كان معه من أصحابه: من أحبَّ منكم الشهادة فَلْيُقِمْ، ومن كرهها فليتقدّم.

فلم يُقم معه منهم أحد! وخرجوا مع المرأة وأخيها حتّي لحقوا بالكوفة). [1] .

وروي الطبري في تأريخه عن رجل من بني فزارة قال: (كُنّا مع زهير بن القين


البجلي حين أقبلنا من مكّة نساير الحسين! فلم يكن شيء أبغض إلينا من أن نسايره في منزل! فإذا سار الحسين تخلّف زهير بن القين، وإذا نزل الحسين تقدّم زهير! حتّي نزلنا يومئذٍ في منزل لم نجد بُدّاً من أن ننازله فيه، فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدّي من طعام لنا إذا أقبل رسول الحسين حتّي سلّم ثُمَّ دخل، فقال: يا زهير بن القين، إنّ أبا عبداللّه الحسين بن عليّ بعثني إليك لتأتيه.

قال فطرح كلُّ إنسان ما في يده حتّي كأننا علي رؤوسنا الطير!). [2] .

ثم يواصل الطبري قصة هذا الحدث قائلاً: (قال أبومخنف: فحدّثتني دلهم بنت عمرو إمرأة زهير بن القين قالت: فقلت له: أيبعث إليك ابن رسول اللّه ثمّ لاتأتيه!؟ سبحان اللّه، لو أتيته فسمعتَ من كلامه ثمّ انصرفتَ!

قالت: فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أسفر وجهه! قالت: فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فقُدِّم وحُمل الي الحسين! ثُمّ قال لامرأته: أنت طالقٌ، إلحقي بأهلك فإنّي لاأُحبُّ أن يُصيبك من سببي إلاّ خير!

ثمّ قال لاصحابه: من أحبَّ منكم أن يتبعني وإلاّ فإنّه آخر العهد!

إنّي سأحدّثكم حديثاً: غزونا بَلَنْجَر [3] ففتح اللّه علينا، وأصبنا غنائم، فقال لنا سلمان الباهليّ: [4] أفرحتم بما فتح اللّه عليكم وأصبتم من المغانم؟

فقلنا: نعم.

فقال لنا: إذا أدركتم شباب [5] آل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معهم بما


أصبتم من الغنائم. فأمّا أنا فإنّي استودعكم اللّه!..). [6] .

وفي رواية السيّد ابن طاووس (ره) أنّ زهير بن القين (رض) كان قد قال لزوجه فيما قال لها: (وقد عزمتُ علي صحبة الحسين عليه السلام لافديه بنفسي، وأقيه بروحي. ثمّ أعطاها مالها، وسلّمها إلي بعض بني عمّها ليوصلها إلي أهلها، فقامت إليه وبكت وودّعته وقالت: كان اللّه عوناً ومعيناً، خار اللّه لك، أسألك أن تذكرني في القيامة عند جدِّ الحسين عليه السلام!...). [7] .


پاورقي

[1] الاخبار الطوال: 246-247.

[2] تأريخ الطبري، 3:303.

[3] مدينة ببلاد الخزر.. قالوا: فتحها عبدالرحمن بن ربيعة، وقال البلاذري: سلامان بن ربيعة الباهلي (راجع: معجم البلدان، 1:489).

[4] في الارشاد: سلمان الفارسي بدلاً من سلمان الباهلي، وسيّد شباب آل محمّد9 بدلاً من شباب آل محمّد9؛ وينبغي التنبيه أنّ الشيخ المفيد(ره) علي ظنّ قويّ ينقل هذه الرواية عن تأريخ الطبري نفسه، للمطابقة التي تکاد تکون تامة بين النصّين، فلعلّ ما نراه في نسخ تأريخ الطبري الحديثة من تبديل سلمان الفارسي بسلمان الباهلي، وشباب مکان سيّد شباب من التحريفات المتعمّدة التي تجري علي قدم وساق في السنين الاخيرة خاصة!؛ وفي مثير الاحزان: 47 (فقال لنا سلمان رضي اللّه عنه!) وهي ظاهرة في أن المقصود هو سلمان الفارسي، کما نصّ عليه الفتّال النيسابوري أ يضاً في روضة الواعظين: 153، والخوارزمي في المقتل، 1: 323 عن ابن أعثم الکوفي، وفيه: (إني کنت غزوت بلنجر مع سلمان الفارسي..)، ونصّ عليه ايضاً ابن الاثير في الکامل، 3:277 وفيه أيضاً (إذا أدرکتم سيّد شباب أهل محمّد).

[5] في الارشاد: سلمان الفارسي بدلاً من سلمان الباهلي، وسيّد شباب آل محمّد9 بدلاً من شباب آل محمّد9؛ وينبغي التنبيه أنّ الشيخ المفيد(ره) علي ظنّ قويّ ينقل هذه الرواية عن تأريخ الطبري نفسه، للمطابقة التي تکاد تکون تامة بين النصّين، فلعلّ ما نراه في نسخ تأريخ الطبري الحديثة من تبديل سلمان الفارسي بسلمان الباهلي، وشباب مکان سيّد شباب من التحريفات المتعمّدة التي تجري علي قدم وساق في السنين الاخيرة خاصة!؛ وفي مثير الاحزان: 47 (فقال لنا سلمان رضي اللّه عنه!) وهي ظاهرة في أن المقصود هو سلمان الفارسي، کما نصّ عليه الفتّال النيسابوري أ يضاً في روضة الواعظين: 153، والخوارزمي في المقتل، 1: 323 عن ابن أعثم الکوفي، وفيه: (إني کنت غزوت بلنجر مع سلمان الفارسي..)، ونصّ عليه ايضاً ابن الاثير في الکامل، 3:277 وفيه أيضاً (إذا أدرکتم سيّد شباب أهل محمّد).

[6] تأريخ الطبري، 3:303؛ والارشاد: 203.

[7] اللهوف: 31.