بازگشت

هل لقي الامام بذات عرق عون بن عبدالله بن جعدة؟


وروي البلاذري أيضاً فقال: (قالوا: ولحق الحسين عون بن عبداللّه بن جعدة بن هبيرة بذات عرق بكتاب من أبيه يسأله فيه الرجوع، وذكر ما يخاف عليه من مسيره! فلم يُعجبه!). [1] .

يُستفاد من نصّ هذه الرواية أنّ عوناً هذا كان في مكّة وسار حتي أدرك الامام عليه السلام بذات عرق، بدليل كلمة (ولحق)، وأنّ أباه عبداللّه موجود في مكّة المكرّمة، بدليل عبارة (يسأله فيه الرجوع).

فالظاهر أنّ الراوي قد اشتبه فذكر إسم عون بن عبداللّه بن جعدة بدلاً من إسم عون بن عبداللّه بن جعفر!

يؤيّد هذا: أوّلاً: أنّ التأريخ حدّثنا عن التحاق عون ومحمّد ولدي عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب بالامام عليه السلام بعد خروجه من مكّة.

وثانياً: أنّ التأريخ حدّثنا أيضاً أنّ بني جعدة بن هبيرة المخزومي كانوا في الكوفة، وقد كان بنوجعدة ممّن اجتمع من الشيعة في دار سليمان بن صرد الخزاعي بعد شهادة الامام الحسن عليه السلام، وكتبوا إلي الامام عليه السلام يعزّونه، ويخبرونه


بحسن رأي أهل الكوفة فيه، وحبّهم لقدومه، وتطلّعهم إليه... [2] .

فضلاً عن كلّ هذا، فإنّ هذا الخبر مما تفرّد به البلاذري، ولم نعثر عليه عند مؤرّخ آخر، ليساعدنا علي كشف غموضه ورفع اضطرابه.


پاورقي

[1] أنساب الاشراف، 3:377.

[2] راجع: أنساب الاشراف، 3:366.