بازگشت

اشارة و تأمل


في لقاء الامام عليه السلام مع كلّ من الفرزدق وبشر بن غالب، نلاحظ أنّ كُلاًّ من الرجلين كان قد أخبر الامام عليه السلام أنّ القلوب في الكوفة معه وأنّ السيوف مع بني أُميّة! وكان هذا قبل مجيء خبر مقتل مسلم بن عقيل عليه السلام! ونلاحظ أيضاً أنّ الامام عليه السلام قد صدّق كُلاًّ من الرجلين! فهذا التصديق من أوثق الدلائل التأريخية علي علم الامام عليه السلام منذ البدء بأنّ أهل الكوفة سوف يخذلونه ويقتلونه، وكان عالماً منذ البدء بأنّ مصيره الشهادة.

أين مضي بشر بن غالب بعد لقائه بالامام عليه السلام!؟ ولماذا لم يلتحق به وينضمّ إلي ركبه!؟ وهو الذي روي عنه عليه السلام خاصة من الدعاء، وفي ثمرة حبّ أهل البيت (ع)، وفي الامامة، وفي أخبار القائم عليه السلام، وفي غير ذلك، مايكشف عن معرفته واعتقاده بأهل البيت (ع) وحبّه لهم!؟

هل كان معذوراً في مفارقته الامام عليه السلام وفي عدم نصرته!؟ هذا مالانعلم عنه شيئاً حسب متابعتنا القاصرة، وهو ممّا سكت عنه المؤرّخون والرجاليون!