بازگشت

هل التقي الامام الحسين ابن عمر في التنعيم؟


نقل لنا التأريخ خبر آخر لقاءٍ لعبداللّه بن عمر مع الامام الحسين عليه السلام بعد


خروجه من مكّة، [1] ففي أمالي الشيخ الصدوق (ره): (وسمع عبداللّه بن عمر بخروجه، فقدّم راحلته وخرج خلفه مسرعاً، فأدركه في بعض ‍ المنازل.

فقال: أين تُريدُ يا ابن رسول اللّه!؟

قال: العراق!

قال: مهلاً، إرجع إلي حرم جدّك!

فأبي الحسين عليه السلام عليه، فلمّا رأي ابن عمر إباءه، قال: يا أبا عبداللّه، إكشف لي عن الموضع الذي كان رسول اللّه (ص) يقبّله منك!

فكشف الحسين عليه السلام عن سرّته، فقبّلها ابن عمر ثلاثاً وبكي وقال: أستودعك اللّه يا أبا عبداللّه، فإنك مقتول في وجهك هذا!). [2] .

وفي بعض المصادر: أنّه أدركه علي ميلين من مكّة، [3] وفي أخري: أنّه أدركه علي مسير ليلتين أو ثلاث من المدينة، [4] (فقال: أين تريد؟


قال: العراق! وكان معه طوامير وكتب

فقال له: لاتاءتهم!

فقال: هذه كتبهم وبيعتهم!

فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ خيّر نبيّه بين الدنيا والاخرة فاختار الاخرة ولم يُرد الدنيا، وإنّكم بضعة من رسول اللّه (ص)، واللّه لايليها أحدٌ منكم أبداً! وما صرفها اللّه عز وجلّ عنكم إلاّ للذي هو خيرٌ لكم، فارجعوا!

فأبي وقال: هذه كتبهم وبيعتهم!

قال فاعتنقه ابن عمر وقال: استودعك اللّه من قتيل!). [5] .

ولم نعثر في مصدر من المصادر التأريخية حسب متابعتنا علي تشخيص دقيق لمكان هذا اللقاء وتحديده، فقد كان هذا اللقاء في (بعض المنازل!) علي رواية أمالي الصدوق، وكانت الاشارة إليه في مصادر أخري تتحدث عن: ميلين من مكّة! أو مسير ليلتين أو ثلاث من المدينة!

نعم: صرح المحقّق السماوي (ره) ضمن استعراضه لمسير الامام عليه السلام من مكّة الي العراق بأنّ هذا اللقاء كان في (التنعيم) حيث قال (ره): (ثمّ أصبح فسار، فمانعه ابن عبّاس وابن الزبير فلم يمتنع، ومرَّ بالتنعيم فمانعه ابن عمر، وكان علي ماءٍ له فلم يمتنع...). [6] .

غير أنّ السماوي (ره) لم يُشر إلي المصدر الذي أخذ عنه هذا التحديد والتشخيص، ولعلّه (ره) كان قد استنتج أنّ هذا اللقاء كان في التنعيم استنتاجاً


من أكثر من إشارة ودلالة تأريخية، أو لعلّه (ره) كان قد أراد عبداللّه بن مطيع العدوي بدلاً من عبداللّه بن عمر، لكنّ قلمه الشريف كتب ابن عمر بدلاً من ابن مطيع سهواً وعفواً، ذلك لانّ ابن مطيع في لقائه الاخير مع الامام عليه السلام كان علي ماءٍ له وليس ابن عمر! واللّه العالم.


پاورقي

[1] روي التأريخ ثلاثة لقاءات لعبداللّه بن عمر مع الامام عليه السلام منذ رفضه البيعة ليزيد، اللقاء الاوّل في الابواء بين المدينة ومکّة، بين ابن عمر وابن عبّاس (أو ابن عيّاش) من جهة وبين ابن الزبير والامام عليه السلام من جهة (راجع: تأريخ ابن عساکر / ترجمة الامام الحسين عليه السلام / تحقيق المحمودي: 200، رقم 254)، وقد مرَّ في الجزء الاوّل من هذه الدراسة أنّ هذا اللقاء لم يقع لانّ الامام عليه السلام وابن الزبير لم يجتمعا في الطريق بين المدينة ومکّة. أمّا اللقاء الثاني فهو في مکّة. وأمّا الثالث فهو بعد خروجه عليه السلام من مکّة. وهو هذا اللقاء الذي نتحدّث حوله الان.

[2] أمالي الصدوق، 131، المجلس 30، حديث رقم 1.

[3] راجع: إسعاف الراغبين بهامش نور الابصار: 205.

[4] راجع: أنساب الاشراف، 3:375 وتاريخ ابن عساکر (ترجمة الامام الحسين عليه السلام / تحقيق المحمودي): 281، رقم 247.

[5] تاريخ ابن عساکر، ترجمة الامام الحسين 7 :280-282، رقم 247.

[6] إبصار العين: 28.