بازگشت

صلب الشهدين منكسين


(ثمّ أمر عبيداللّه بن زياد بمسلم بن عقيل وهانيء بن عروة رحمهما اللّه فصُلبا جميعاً منكّسَيْن، وعزم أن يوجّه برأسيهما إلي يزيد بن معاوية.). [1] .

(ولمّا صُلب مسلم بن عقيل، وهاني بن عروة، قال فيهما عبداللّه بن الزبير


الاسدي:



إذا كُنتِ لاتدرينَ ما الموت فانظري

إلي هانيءٍ بالسوق وابن عقيلِ



إلي بطلٍ قد هشّم السيف وجهه

وآخر يهوي من طمارِ قتيلِ



ترَيْ جسداً قد غيّر الموتُ لونه

ونضحُ دمٍ قد سال كُلَّ مسيلِ



فتيً كان أحيي من فتاة حييّةٍ

وأقطع من ذي شفرتين صقيلِ



وأشجع من ليثٍ بخفّان مُصحرٍ

وأجراءَ من ضارِ بغابةِ غيلِ



أصابهما أمر الامير فأصبحا

أحاديثَ من يسري بكُلّ سبيلِ



أيركبُ أسماء [2] الهماليج آمناً

وقد طلبته مذحجٌ بذُخولِ



تطوف حواليه مُرادٌ وكُلُّهم

علي رِقبَة من سائل ومسولِ



فإن أنتمُ لم تثأروا لاخيكمُ

فكونوا بغايا أُرضيت بقليلِ). [3] .





پاورقي

[1] الفتوح، 5:105.

[2] أسماء: هو أسماء بن خارجة، والهماليج: جمع هملاج وهو من البراذين، ومشيها الهملجة، فارسيُّ مُعرّب، والهملجة: حسنُ سير الدابّة في سرعة.، (راجع: لسان العرب، 2:393).

[3] مقتل الحسين عليه السلام، للخوارزمي، 1:308 ينقلها عن الفتوح لابن أعثم، ويبدو أنّ هذه القصيدة في وقتها کانت من المنشورات السياسية الممنوعة التي يُعاقب الطغاة عليها، حتّي أُختلف في قائلها فقد نسبها الدينوري الي عبدالرحمن بن الزبير الاسدي (الاخبار الطوال: 242) واحتمل ابن الاثير أنها للفرزدق (الکامل في التاريخ، 3:274) وکذلک الطبري في تأريخه، 3:293، کما وردت هذه الابيات في المصادر التأريخية بتفاوت ملحوظ.