بازگشت

مقتل هاني بن عروة


(قال: ثمّ أمر عبيداللّه بن زياد بهانيء بن عروة أن يُخرج فيُلحق بمسلم بن عقيل، فقال محمّد بن الاشعث: أ صلح اللّه الامير، إنك قد عرفت شرفه في عشيرته، وقد عرف قومه أنّي وأسماء بن خارجة جئنا به إليك فأُنشدك اللّه أيها الامير (إلاّ) وهبته لي، فإني أخاف عداوة أهل بيته! فإنّهم سادات أهل الكوفة وأكثرهم عدداً!

قال: فزبره ابن زياد! ثمّ أمر بهانيء بن عروة فأُخرج إلي السوق إلي موضع يُباع فيه الغنم، وهو مكتوف.

قال: وعلم أنه مقتول فجعل يقول: وامذحجاه! واعشيرتاه!

ثمّ أخرج يده من الكتاف وقال: أما من شيء فأدفع به عن نفسي!؟ [1] .

قال: فصكّوه، ثمّ اوثقوه كتافاً، فقالوا: أُمددْ عنقك!

فقال: لاواللّه، ما كنتُ الذي أعينكم علي نفسي. [2] .


فتقدّم إليه غلام لعبيداللّه بن زياد يُقال له رشيد، [3] فضربه بالسيف فلم يصنع شيئاً!

فقال هانيء: إلي اللّه المعاد، أللّهم إلي رحمتك ورضوانك، أللهم اجعل هذا اليوم كفارة لذنوبي! فإنّي إنما تعصّبت لابن بنت نبيّك (ص).

فتقدّم رشيد وضربه ضربة أخري فقتله رحمه اللّه.). [4] .


پاورقي

[1] في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 1:307 (ثمّ أخرج من الکتاف يده للمدافعة وقال: أما من عصا أو سکين أو حجر أو عظم يجاحش به الرجل عن نفسه!؟).

[2] وفي تاريخ الطبري، 3:291 (ثمّ قيل له: أمدد عنقک! فقال: ما أنا بها مُجْدٍ سخيُّ وما أنا بمعينکم علي نفسي!).

[3] هو مولي لعبيداللّه بن زياد، ترکيّ، وکان في معرکة الخارز مع عبيداللّه بن زياد، فيصر به عبدالرحمن بن حصين المُرادي، فقال النّاس: هذا قاتل هاني بن عروة! فقال ابن الحصين: قتلني اللّه إنْ لم أقتله أو أُقتل دونه! فحمل عليه بالرمح فطعنه فقتله. (راجع: تأريخ الطبري، 3:291).

[4] الفتوح، 5 :104-105.