بازگشت

في ذلك الصباح الاسود


ويواصل الشيخ المفيد (ره) سرد بقية القصة قائلاً: (فلمّا أصبح جلس مجلسه وأذن للناس فدخلوا عليه، وأقبل محمّد بن الاشعث، فقال: مرحباً بمن لايُستغشّ ولايُتَّهم! ثمّ أقعده الي جنبه.

وأصبح ابن تلك العجوز، فغدا إلي عبدالرحمن بن محمّد بن الاشعث، فأخبره بمكان مسلم بن عقيل عند أمّه! فأقبل عبدالرحمن حتي أتي أباه وهو عند ابن زياد فسارّه، فعرف ابن زياد سراره، فقال له ابن زياد بالقضيب في جنبه: قم فأتني به الساعة. فقام، وبعث معه قومه، لانّه قد علم أنّ كلّ قوم يكرهون أن يُصاب فيهم مسلم بن عقيل، وبعث معه عبيداللّه بن عبّاس السلمي في سبعين رجلاً من قيس، حتي أتوا الدار التي فيها مسلم بن عقيل.). [1] .

وفي رواية الفتوح: (.. واقبل ابن تلك المرأة التي مسلم بن عقيل في دارها إلي عبدالرحمن بن محمّد بن الاشعث فخبّره بمكان مسلم بن عقيل عند أمّه، فقال له عبدالرحمن: أُسكت الان ولاتُعلم بهذا أحداً من النّاس! [2] قال: ثمّ أقبل عبدالرحمن بن محمّد إلي أبيه فسارّه في أذنه وقال: إنّ مسلماً في دار طوعة! ثمّ تنحّي عنه.

فقال عبيداللّه بن زياد: ما الذي قال لك عبدالرحمن؟


فقال: أصلح اللّه الامير، البشارة العظمي!

فقال: وماذاك؟ ومثلك من بشّر بخير!

فقال: إنّ ابني هذا يخبرني أنّ مسلم بن عقيل في دار طوعة، عند مولاة لنا.

قال: فَسُرَّ بذلك، ثمّ قال: قُم فأت به، ولك ما بذلتُ من الجائزة والحظّالاوفي!

قال: ثمّ أمر عبيداللّه بن زياد خليفته عمرو بن حريث المخزومي أن يبعث مع محمّد بن الاشعث ثلاثمائة رجل من صناديد أصحابه!

قال: فركب محمد بن الاشعث حتي وافي الدار التي فيها مسلم بن عقيل..). [3] .

وفي رواية الدينوري أنّ عبيداللّه بن زياد أمر ابن حُريث أن يبعث معه مائة رجل من قريش، وكره أن يبعث إليه غير قريش خوفاً من العصبية أن تقع! [4] .

وفي رواية الطبري أنه أمره أن يبعث مع ابن الاشعث ستين أو سبعين رجلاكلّهم من قيس، وإنما كره أن يبعث معه قومه لانه قد علم أنّ كلّ قوم يكرهون أن يُصادف فيهم مثل ابن عقيل! [5] .



پاورقي

[1] الارشاد: 196.

[2] لاشک أنّ عبدالرحمن أمره بکتمان ذلک طمعاً في أن تکون الجائزة له ولابيه!.

[3] الفتوح، 5 :91-92.

[4] الاخبار الطوال: 240.

[5] تاريخ الطبري، 3:289؛ إنّ قريشاً أو قيساً هم عرب الشمال وهم في الاغلب الاعمّ يبغضون عليّاًعليه السلام لانه قاتلهم علي الاسلام والايمان وقتل صناديدهم (راجع: تفصيل هذه القضية في مقدمة الجزء الثاني من هذه الدراسة)، أمّا عرب الجنوب وأکثر قبائل الکوفة منها فإنهم في الاغلب الاعمّ من محبّي عليّعليه السلام خاصة وأهل البيت عامة، وقد کانوا مع عليّعليه السلام في حروبه.