بازگشت

و اطبق الليل مرة اخري علي الكوفة و مسلم وحده


يقول ابن أعثم الكوفي: (فما غابت الشمس حتي بقي مسلم بن عقيل في عشرة أفراس من أصحابه، لاأقلّ ولاأكثر! واختلط الظلام، فدخل مسلم بن عقيل المسجد الاعظم ليصيلّي المغرب، وتفرّق عنه العشرة!

فلمّا رأي ذلك استوي علي فرسه، ومضي في أزقّة الكوفة، وقد أُثخن بالجراحات، حتي صار إلي دار امراءة يُقال لها طوعة..). [1] .

وقال المفيد (ره): (.. أمسي ابن عقيل وصلّي المغرب ومامعه إلاّ ثلاثون نفساً في المسجد، فلمّا رأي أنه قد أمسي ومامعه إلاّ أولئك النفر خرج متوجّهاً نحو أبواب كندة، فما بلغ الابواب إلاّ معه منهم عشرة، ثمّ خرج من الباب فإذا ليس معه إنسان يدلّه!، فالتفت فإذا هو لايحسُّ أحداً يدلّه علي الطريق! ولايدلّه علي منزله! ولايواسيه بنفسه إنْ عرض له عدوُّ! فمضي علي وجهه متلدداً في أزقّة الكوفة لايدري أين يذهب! حتي خرج إلي دور بني جبلة من كندة، فمشي حتي انتهي إلي باب امرأة يقال لها طوعة..). [2] .

وقال الدينوري: (فصلّي مسلم العشاء في المسجد، ومامعه إلاّ زهاء ثلاثين رجلاً، فلمّا رأي ذلك مضي منصرفاً ماشياً، ومشوا معه، فأخذ نحو كندة، فلمّا


مضي قليلاً التفت فلم يرَ منهم أحداً، ولم يُصب إنساناً يدلُّه علي الطريق، فمضي هائماً علي وجهه في ظلمة الليل حتي دخل علي كندة، فإذا امرأة قائمة علي باب دارها تنتظر ابنها، وكانت ممّن خفَّ مع مسلم!..). [3] .


پاورقي

[1] الفتوح، 5:87 88.

[2] الارشاد: 194؛ وانظر: تأريخ الطبري، 3:288؛ ومقاتل الطالبين: 67.

[3] الاخبار الطوال: 239.