ثم كان الانهيار من الداخل
يقول الدينوري: (وكان الرجل من أهل الكوفة يأتي إبنه وأخاه وابن عمّه فيقول: انصرف فإنّ الناس يكفونك! وتجيء المرأة الي ابنها وزوجها وأخيها فتتعلّق به حتّي يرجع!). [1] .
ويروي الطبري: (أنّ المرأة كانت تأتي إبنها وأخاها فتقول: انصرف، الناس يكفونك! ويجيء الرجل إلي إبنه أو أخيه فيقول: غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر!؟ إنصرف! فيذهب به، فما زالوا يتفرقون ويتصدّعون..). [2] .
وقال ابن أعثم: (فلمّا سمع النّاس ذلك تفرّقوا وتحادوا عن مسلم بن عقيل رحمه اللّه، ويقول بعضهم لبعض: ما نصنع بتعجيل الفتنة، وغداً تأتينا جموع أهل الشام!؟، ينبغي لنا أن نقعد في منازلنا، وندع هؤلاء القوم حتّي يُصلح اللّه ذات بينهم... ثمّ جعل القوم يتسلّلون والنهار يمضي..). [3] .
پاورقي
[1] الاخبار الطوال: 239.
[2] تأريخ الطبري، 4:277.
[3] الفتوح، 5:87.