بازگشت

البحث لمعرفة مكان مسلم بن عقيل


كان الهمُّ الاكبر لعبيداللّه بن زياد منذ بدء وصوله الكوفة هو معرفة مكان مسلم بن عقيل عليه السلام، فهو طلبته الكبري ومبتغاه الاساس تنفيذاً لرسالة يزيد التي طلب منه فيها أن يطلب مسلماًعليه السلام طلب الخرزة.


وكان مسلم عليه السلام نتيجة الاجراءات الارهابية المتسارعة التي اتخذها ابن زياد وما أخذ به العرفاء والناس قد خرج من دار المختار حتي انتهي الي دار هانيء (رض) فاتخذها مقرّاً له، وأخذت الشيعة تختلف إليه فيها علي تستر واستخفاء وتواصٍ بالكتمان.

قال الدينوري: (وخفي علي عبيداللّه بن زياد موضع مسلم بن عقيل، فقال لمولي له من أهل الشام يسمّي معقلاً وناوله ثلاثة آلاف درهم في كيس [1] وقال: خذ هذا المال وانطلق فالتمس مسلم بن عقيل، وتأتَّ له بغاية التأتّي!

فانطلق الرجل حتي دخل المسجد الاعظم، وجعل لايدري كيف يتأتّي الامر، ثمّ إنّه نظر إلي رجل يكثر الصلاة إلي سارية من سواري المسجد، فقال في نفسه: إنّ هؤلاء الشيعة يكثرون الصلاة! وأحسب هذا منهم! فجلس الرجل حتي إذا انفتل من صلاته قام، فدنا منه، وجلس فقال: جُعلت فداك، إني رجل من أهل الشام، مولي لذي الكلاع، وقد أنعم اللّه عليّ بحبّ أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه وسلم، وحبّ من أحبّهم، ومعي هذه الثلاثة آلاف درهم، أحبّ إيصالها إلي رجل منهم، بلغني أنه قدم هذا المصر داعية للحسين بن عليّعليه السلام، فهل تدلّني عليه لاوصل هذا المال إليه، ليستعين به علي بعض أموره ويضعه حيث أحبَّ من شيعته؟

قال له الرجل: وكيف قصدتني بالسؤال عن ذلك دون غيري ممّن هو في المسجد!؟

قال: لانّي رأيت عليك سيما الخير، فرجوت أن تكون ممّن يتولّي أهل بيت رسول اللّه (ص).


قال له الرجل: ويحك، قد وقعتَ عليّ بعينك، أنا رجل من إخوانك وإسمي مسلم بن عوسجة، وقد سُررتُ بك، وسأني ما كان من حسّي قِبلك، فإنّي رجل من شيعة أهل هذا البيت، خوفاً من هذا الطاغية ابن زياد، فأعطني ذمّة اللّه وعهده أن تكتم هذا عن جميع الناس.

فأعطاه من ذلك ما أراد!

فقال له مسلم بن عوسجة: إنصرف يومك هذا، فإنْ كان غدٌ فائتني في منزلي حتي انطلق معك إلي صاحبنا يعني مسلم بن عقيل فأوصلك إليه.

فمضي الشاميُّ، فبات ليلته، فلمّا أصبح غدا إلي مسلم بن عوسجة في منزله، فانطلق به حتّي أدخله إلي مسلم بن عقيل، فأخبره بأمره، ودفع إليه الشاميّ ذلك المال، وبايعه!

فكان الشاميّ يغدو إلي مسلم بن عقيل، فلايحجبُ عنه، فيكون نهاره كلّه عنده، فيتعرّف جميع أخبارهم، فإذا أمسي وأظلم عليه الليل دخل علي عبيداللّه ابن زياد فأخبره بجميع قصصهم، وما قالوا وفعلوا في ذلك، وأعلمه نزول مسلم في دار هانيء بن عروة.). [2] .


پاورقي

[1] وفي مثير الاحزان: 32: (فأعطاه أربعة آلاف درهم).

[2] الاخبار الطوال: 235 236؛ وانظر: الارشاد: 189؛ وتاريخ الطبري، 3:282 والکامل في التاريخ، 3:390؛ ومقاتل الطالبين: 64؛ وروضة الواعظين: 174 وتجارب الامم، 2:43؛ وتذکرة الخواص: 218.