بازگشت

خطة اغتيال ابن زياد في بيت هانيء


قال ابن الاثير: (ومرض هاني بن عروة..، فأتاه عبيداللّه يعوده، فقال له عمارة بن عبدالسلولي: إنّما جماعتنا وكيدنا قتل هذا الطاغية، وقد أمكنك اللّه فاقتله. فقال هانيء: ما أحبُّ أن يُقتل في داري!

وجاء ابن زياد فجلس عنده ثمّ خرج.

فما مكث إلاّ جمعة حتي مرض شريك بن الاعور، وكان قد نزل علي هانيء وكان كريماً علي ابن زياد وغيره من الامراء، وكان شديد التشيّع، وقد شهد، [1] .


صفّين مع عمّار، فأرسل إليه عبيداللّه: إني رائح إليك العشيّة. فقال لمسلم: إنّ هذا الفاجر عائدي العشيّة، فإذا جلس أخرج إليه فاقتله، ثم اقعد في القصر، ليس أحدٌ يحول بينك وبينه، فإنْ برئت من وجعي سرتُ الي البصرة حتّي أكفيك أمرها.

فلمّا كان من العشيّ أتاه عبيداللّه، فقام مسلم ليدخل، فقال ل شريك: لايفوتنّك إذا جلس! فقال هانيء بن عروة: لاأُحبُّ أنْ يُقتل في داري!.

فجاء عبيداللّه فجلس وسأل شريكاً عن مرضه فأطال، فلمّا رأي شريكٌ أنّ مسلماً لايخرج خشي أن يفوته، فأخذ يقول:

ما تنظرون بسلمي لاتُحيّوها، اسقونيها وإنْ كانت بها نفسي! [2] .

فقال ذلك مرتين أو ثلاثاً، فقال عبيداللّه: ما شأنه، ترونه يخلط!؟ فقال له هانيء: نعم، ما زال هذا دأبه قبيل الصبح حتي ساعته هذه!

فانصرف، وقيل: إنّ شريكاً لمّا قال: اسقونيها، وخلط كلامه، فطن به مهران [3] فغمز عبيداللّه فوثب، فقال له شريك: أ يّها الامير، إنّي أريد أن أوصي إليك! فقال: أعود إليك.


فقال له مهران: إنّه أراد قتلك! فقال: وكيف مع إكرامي له!؟ وفي بيت هانيء، ويدُ أبي عنده!؟ [4] فقال له مهران: هو ماقلت لك.

فلمّا قام ابن زياد خرج مسلم بن عقيل، فقال له شريك: ما منعك من قتله!؟ قال: خصلتان، أمّا إحداهما فكراهية هانيء أن يُقتل في منزله، وأمّا الاخري فحديث حدّثه عليُّ عن النبيّ (ص) أنّ الايمان قيد الفتك، فلايفتك مؤمن بمؤمن!

فقال له هانيء: لو قتلته لقتلت فاسقاً فاجراً كافراً غادراً!

ولبث شريك بعد ذلك ثلاثاً ثمّ مات، [5] فصلّي عليه عبيداللّه!.). [6] .


پاورقي

[1] کان شريک قد قدم من البصرة مع عبيداللّه بن زياد ونزل دار هاني بن عروة (مثير الاحزان: 31)، أو دعاه هانيء ليأتي منزله، قال الدينوري: (فانطلق هاني إليه حتّي أتي به منزله، وأنزله مع مسلم بن عقيل في الحجرة التي کان فيها (الاخبار الطوال: 233)، وکان يحثُّ هانئاً علي القيام بأمر مسلم (نفس المصدر).

[2] روي أبوالفرج الاصبهاني: أنّ شريکاً أنشاء يقول:

ما الانتظار بسلمي أن تحيّوهاحيّوا سليمي وحيّوا من يُحييها

کأس المنيّة بالتعجيل فاسقوها

للّه أبوک! إسقنيها وإنْ کانت فيها نفسي. قال ذلک مرتين أو ثلاثة) (مقاتل الطالبين: 65؛ موسسة دار الکتاب للطباعة والنشر قم).

[3] مهران: مولي ابن زياد ومقرّب إليه ومعتمد عنده.

[4] ويدُ أبي عنده: أي أنّ لزياد فضلاً علي هانيء وإحساناً عنده.

[5] وبلغ عبيداللّه بعدما قتل مسلماً وهانئاً أنّ ذلک الذي کنتَ سمعت من شريک في مرضه إنّما کان يحرّض مسلماً ويأمره بالخروج إليک ليقتلک، فقال عبيداللّه: واللّه، لااصلّي علي جنازة رجل من أهل العراق أبداً، وواللّه لولاأنّ قبر زياد فيهم لنبشتُ شريکاً) (تأريخ الطبري، 3:282).

[6] الکامل في التأريخ، 3:390 وانظر: تجارب الامم، 4:44 وتأريخ الطبري، 3:282 بتفاوت يسير، وفيه: (فقال هانيء: أما واللّه، لو قتلته لقتلت فاسقاً فاجراً کافراً غادراً، ولکنْ کرهتُ أنْ يُقتل في داري!) وفيه ايضاً: (إنّ الايمان قيد الفتک ولايفتک مؤمن) وليس فيه إضافة (بمؤمن) التي أوردها ابن الاثير!.