بازگشت

عبيدالله بن زياد والي الكوفة الجديد


فلمّا تتابعت الكتب (التقارير) التي بعثها من الكوفة الي يزيد أمويون وعملاء وجواسيس بني أميّة، واجتمعت عنده، استدعي يزيد مستشاره ومستشار أبيه من قبل سرجون بن منصور النصراني وهو من أعلام رجال فصيل منافقي أهل الكتاب العاملين في ظلّ فصائل حركة النفاق الاخري، الذي كانوا مقرّبين من الحكّام ومستشارين وندماء لهم وسأله عن رأيه في من يكون الوالي علي الكوفة بدلاً من النعمان، فأشار عليه سرجون باستعمال عبيداللّه بن زياد [1] قائلاً بأنّ هذا هو رأي معاوية أيضاً، وأخرج له كتاباً كان معاوية قد كتبه بذلك قبل موته، [2] فأخذ يزيد بهذا الرأي وضم المصرين (الكوفة والبصرة) الي عبيداللّه بن زياد.

ودعا يزيد مسلم بن عمرو الباهلي، [3] فبعثه الي عبيد اللّه بن زياد في البصرة بعهده الجديد إليه (اي ضمّ الكوفة الي البصرة) تحت ولايته، وكتب إليه معه: (أمّا بعدُ، فإنّه كتب إليَّ شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أنّ ابن عقيل بالكوفة يجمع


الجموع لشقّ عصا المسلمين، فَسِر حين تقراء كتابي هذا حتّي تأتي أهل الكوفة، فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتّي تثقفه، فتوثقه، أو تقتله، أو تنفيه، والسلام.). [4] .

وفي رواية أخري أنّ يزيد كتب فيما كتب الي عبيداللّه بن زياد قائلاً: (وقد اُبتلي زمانك بالحسين من بين الازمان، وابتلي بلدك دون البلدان... فاطلب مسلم بن عقيل طلب الخرز، فإذا ظفرت به فخذ بيعته أو اقتله إن لم يبايع، واعلم أنه لاعذر لك عندي دون ما أمرتك...). [5] .

وفي رواية أخري: (.. فإنّي لاأجد سهماً أرمي به عدوّي أجراء منك، فإذا قرأت كتابي هذا فارتحل من وقتك وساعتك، وإيّاك والابطاء والتواني، واجتهد، ولاتُبق من نسل عليّ بن أبي طالب أحداً!! واطلب مسلم بن عقيل وابعث إليَّ برأسه.). [6] .


پاورقي

[1] مرّت بنا ترجمة مفصّلة وافية لعبيداللّه بن زياد لعنه اللّه في الجزء الثاني من هذه الدراسة، فراجعها في ذلک الجزء: ص 138-144.

[2] راجع: تأريخ الطبري، 3:280.

[3] مرّت بنا ترجمة مختصرة لمسلم بن عمرو الباهلي في الجزء الثاني: ص 132.

[4] تاريخ الطبري، 3:280.

[5] تسلية المجالس، 2:180.

[6] مقتل الامام الحسين عليه السلام، للشيخ محمد رضا الطبسي (ره)، مخطوط: 137.