بازگشت

مناقشة هذه المتون


إنَّ المشهور وهو الصحيح [1] أنَّ الامام الحسين عليه السلام كان قد خرج من مكّة الي العراق يوم الثلاثاء، يوم الثامن من ذي الحجّة سنة ستين، وعليه فإنّ القول الخامس الاخير وهو قول الدينوري في (الاخبار الطوال) لايُعتدُّ به، ولايستقيم إلاّ إذا كانت ثمان بدلاً من ثلاث، أي أنَّ ثلاثاً وقعت تصحيفاً لثمانٍ، وهو أمرٌ ممكن الوقوع.

أمّا القول الرابع: (ويُقال يوم الاربعاء لسبع مضين سنة ستين من يوم عرفة بعد مخرج الحسين من مكّة مقبلاً الي الكوفة بيوم.) فهو فضلاً عن غموض دلالته، شاذٌ في نفسه علي ظاهره، [2] ولايستقيم معناه إلاّ إذا كانت (في) بدلاً مِن (من)، و (لتسعٍ) بدلاً من (لسبعٍ)، فيكون علي النحو التالي: ويقال يوم الاربعاء لتسعٍ


مضين سنة ستين في يوم عرفة، بعد مخرج الحسين من مكّة مقبلاً إلي الكوفة بيوم.

ومثل هذا التصحيف ممكن وكثير الوقوع..

أمّا القول الثالث فيؤاخذ علي مبناه بأنّ خروج الامام عليه السلام كان يوم السابع من ذي الحجّة، وهو خلاف المشهور الصحيح.

فلايبقي من هذه الاقوال بعد هذا إلاّ مالايُعارض المشهور الصحيح وهو أنّ خروج الامام عليه السلام من مكّة الي العراق كان في يوم التروية يوم الثامن من ذي الحجّة سنة ستين للهجرة.

وعلي هذا يكون خروج مسلم بن عقيل عليه السلام في الكوفة يوم الثلاثاء يوم التروية، يوم الثامن من ذي الحجّة سنة ستين، ويكون يوم مقتله يوم الاربعاء لتسع مضين منه، أي يوم عرفة، وهو الاقوي.

أو كان خروجه يوم التاسع من ذي الحجّة بتلك السنة، [3] فيكون مقتله عليه السلام في اليوم العاشر منه، أي يوم عيد الاضحي، وهو الاضعف. [4] .


پاورقي

[1] فضلاً عن الشهرة التأريخية، فإنّ أقوي الادلّة علي هذا هو قول الامام الحسين عليه السلام في رسالته الثانية إلي أهل الکوفة: (.. وقد شخصت إليکم من مکّة يوم الثلاثاء لثمانٍ مضين من ذي الحجّة يوم التروية...) (تأريخ الطبري، 3:301)، وهناک روايتان عن الامام الصادق عليه السلام أخبر فيهما أنّ الامام الحسين عليه السلام خرج من مکّة يوم التروية (راجع: الکافي، 4:535 رقم 4، والتهذيب، 5:436، رقم 162؛ والاستبصار، 2:327، رقم 1160).

[2] ذلک لانّ ظاهر معني سبعة ايّام مضين حساباً من يوم عرفة هو أنّ المراد بذلک اليوم: اليوم الخامس عشر، وإذا کان يوم عرفة في تلک السنة يوم الاربعاء، فلن يکون هذا اليوم المراد يوم أربعاء کما ورد في النص. وإذا کان الحساب ممّا بعد عرفة، فيوم الاربعاء هذا يکون هو اليوم السادس عشر. والقول بهذا شاذُّ غريب علي کلاالاحتمالين، فتأمّل!.

[3] کما ذهب إلي هذا أيضاً علي نحو الاحتمال مع ذکر القول الاول المسعودي حيث أضاف: (وقيل: يوم الاربعاء يوم عرفة لتسع مضين من ذي الحجّة سنة ستين) (مروج الذهب، 3:70)، وکذلک ابن الاثير حيث قال: (وقيل: لتسع مضين منه) (الکامل في التأريخ، 3: 275).

[4] ودليل ذلک أننا لم نعثر علي أيّه إشارة تأريخية تفيد أنّ اليوم الذي قُتل فيه مسلم عليه السلام کان يوم عيد.