بازگشت

اشارة


إنّ التدبّر في هذين النصّين يكشف بوضوح عن أنّ القوّة العسكرية الاموية لم تكن كافية لمنع الامام عليه السلام من الخروج، ذلك لانّ المفروض أن يستعمل عمرو الاشدق كلّ ما لديه من إمكانيّة وقوّة في مثل هكذا مواجهة تقع خارج حدود مدينة مكّة لقهر الركب الحسينيّ الكبير نسبياً حتي ذلك الوقت وإرغامه علي الرجوع إلي مكّة، غير أنّ واقع الحال لم يعدُ أن تدافع الفريقان واضطربوا بالسياط، وكان امتناع الركب الحسينيّ (امتناعاً قويّاً)، فخاف الاشدق من تفاقم الامر! وأمر (رُسلَه) أو (جنده) بالانصراف خائبين، ولاشك أنّ معني تفاقم الامر هنا هو خوف الاشدق من انقلاب السحر علي الساحر إذا طال التدافع وامتدّت المناوشة بين الفريقين وانتهي الامر بهما إلي مواجهة حربية صريحة لم يكن الاشدق قد استعدَّ لها


تماماً فضلاً عن خوفه من انقلاب جماهير الحجيج الواردين الي مكّة من أقطار العالم الاسلامي علي السلطة الاموية وانضمامهم الي راية الامام عليه السلام إذا سمعوا بمثل هذه المواجهة بين السلطة وبين الامام عليه السلام عند مشارف مكّة.