بازگشت

المحاولة القمعية


ولمّا يأس الاشدق من فائدة أسلوب عرض الامان والبرّ والصلة وحسن الجوار! لجاء إلي ما تعوّد عليه من الاساليب الارهابية القمعيّة في معالجة المشكلات التي تواجهه وتلك سُنّة الطغاة ظنّاً منه أنّ الاسلوب القمعي لابدّ وأنْ يثمر النتيجة المنشودة من وراءه!

روي الطبري عن عقبة بن سمعان قال: (لمّا خرج الحسين من مكّة اعترضه رُسلُ عمرو بن سعيد بن العاص، عليهم يحيي بن سعيد، فقالوا له: انصرف، أين


تذهب!؟ فأ بي عليهم ومضي، وتدافع الفريقان فاضطربوا بالسياط، ثمّ إنَّ الحسين وأصحابه امتنعوا منهم امتناعاً قويّاً، ومضي الحسين عليه السلام علي وجهه، فنادوه: يا حسين، ألاتتّقي اللّه! تخرج من الجماعة وتفرّق بين هذه الامّة!؟ فتأوّل حسين قول اللّه عزّ وجلّ (لي عملي ولكم عملكم، أنتم بريئون ممّا أعمل وأنا بريء ممّا تعملون).). [1] [2] .

وتقول رواية الدينوري: (ولمّا خرج الحسين من مكّة اعترضه صاحب شرطة أميرها عمرو بن سعيد ابن العاص في جماعة من الجند، فقال: الامير يأمرك بالانصراف، فانصرف وإلاّ منعتك!

فامتنع عليه الحسين، وتدافع الفريقان واضطربوا بالسياط! وبلغ ذلك عمرو بن سعيد، فخاف أن يتفاقم الامر، فأرسل إلي صاحب شُرَطِه يأمره بالانصراف!). [3] .


پاورقي

[1] تأريخ الطبري، 3:296.

[2] سورة يونس: 41.

[3] الاخبار الطوال: 244.