بازگشت

بنوهاشم


لم يـرد فـي الكـتـب التـأريخيّة ذكر تفصيليّ لاسماء الهاشميّين في الركب الحسينيّ القاصد من المـديـنة إلي مكّة المكرّمة، بل ورد في أغلب هذه الكتب ذكر إجمالي لمن خرج من الهاشميّين مع الامـام (ع) مـن المـدينة، كمثل قول الشيخ المفيد (ره): (فخرج الحسين (ع) من تحت ليلته وهي ليلة الاحـد ليـومـيـن بـقـيـا مـن رجـب مـتـوجـّهـا نـحـو مـكـّة ومـعـه بـنـوه وبـنـو أخـيـه وإخـوتـه وجـلّ أهل بيته إلاّ محمّد بن الحنفيّة...). [1] .

وقـال الدينوري: (فلمّا أمسوا وأظلم الليل مضي الحسين رضي اللّه عنه أيضا نحو مكّة، ومعه أخـتـاه: أمّ كـلثـوم، وزيـنـب، وولد أخـيـه، وإخـوته أبوبكر وجعفر والعبّاس، وعامّة من كان بالمدينة من أهل بيته إلاّ أخاه محمّد بن الحنفيّة...). [2] .

وقال ابن أعثم الكوفي: (وخرج في جوف الليل يريد مكّة بجميع أهله). [3] .

وقـال الطـبـري: (وأمـّا الحـسـيـن فـإنـّه خـرج بـبـنـيـه وإخـوتـه وبـنـي أخـيـه وجـلّ أهل بيته إلاّمحمّد بن الحنفيّة). [4] .

كـمـا أشارت بعض المصادر التأريخيّة الاخري إلي أنّ الامام (ع) بعث إلي المدينة (وهوفي مـكـّة) يـستقدم إليه من خفّ من بني هاشم، فخفّ إليه جماعة


منهم، وتبعهم إليه محمّد بن الحنفيّة، ولكنّها لم تحدّد من هؤلاء! [5] .

وعلي هذه الاجمال جرت المصادر التأريخيّة الاخري التي تعرّضت لهذا الحدث، ولم أعثر علي روايـة تـتـحـدّث فـي تـفـصيلات قضايا هذا الركب وفي أشخاصه إلاّ ما ورد في كتاب (أسرار الشـهـادة) في رواية ضعيفة جدّا: (عن عبداللّه بن سنان الكوفي، عن أبيه، عن جدّه) يصف فيها كـيـف أركـب بـعـض بـنـي هـاشـم مـحـارمـهـم مـن النـسـاء مـن عـيـالات أبـي عبداللّه الحسين (ع) علي مـحـامل الابل، ثمّ كيف ركب بنوهاشم والامام (ع). والرواية مصوغة بأسلوب هو أقرب إلي الاسـلوب المـنـبـري المـعـتـمـد عـلي الاثـارة العاطفيّة في الوصف، ومع هذا فالرواية غلب عليها الاجمال في ذكر من هم (بنوهاشم) في الركب، وكم كان عددهم. [6] .

نـعـم، تشير الدلائل التأريخيّة إلي أنّ محمّد بن الحنفيّة، وعمر الاطرف، وعبداللّه بن جعفر، وعبداللّه بن عبّاس لم يكونوا مع الركب الحسينيّ الخارج من المدينة.

وتـشـيـر أيضا إلي أنّ الامام (ع) قد خرج بجميع أبنائه، وجميع أبناء أخيه الامام الحسن (ع)، وجميع بقيّة إخوته لابيه عليه وعليهم السلام.

ومـن المـتـيـقـّن أيـضـا أنّ مسلم بن عقيل (ع) كان قد خرج معه، أمّا ولداه عبداللّه ومحمّد فالاظهر أنّهما كانا مع أبيهما مسلم في الخروج مع الامام الحسين (ع).

وأمّا ولدا عبداللّه بن جعفر، وهما عون ومحمّد، فإنّ ظاهر القرائن التأريخيّة يفيد أنّهما كانا مع أبـيـهـمـا، ثـمّ التـحـقـا بـالامـام (ع) وانـضـّمـا إليـه بـعـد خـروجـه مـن مـكـّة،


ويـبـقـي الاحتمال واردا أنهما خرجا مع الامام (ع)، ثمّ صارا مع أبيهما في مكّة، ثمّ عادا فالتحقا.

أمـّا بـقـيـة الانـصـار مـن آل عقيل فالقرائن التأريخيّة لاتفيد القطع في معرفة من منهم خرج مع الامام (ع) من المدينة، أو من منهم التحق به بعد ذلك.


پاورقي

[1] الارشاد: 222.

[2] الاخبار الطوال: 228.

[3] الفتوح، 5: 21.

[4] تاريخ الطبري، 4: 253.

[5] راجـع: البـداية والنهاية، 8: 178؛ وتأريخ ابن عساکر (ترجمة الامام الحسين (ع) تحقيق المحمودي: 298، حديث 256.

[6] راجع: أسرار الشهادة: 367.